العراق سيكون في مرماها.. تقرير يحذر من حرب جديدة لأسعار النفط تقودها السعودية

بغداد- العراق اليوم:

حذر تقرير لموقع "أويل برايس" الأميركي المتخصص بأسواق النفط العالمية، من حرب أسعار جديدة للخام تقوم بها السعودية، مبينا ان العراق ودولا أخرى ستتأثر جراء ذلك.

وذكر التقرير الذي نشر اليوم الأحد، 5 تموز 2020، انه "رغم تخفيض العراق ودول أخرى إنتاجها من النفط الخام، إلا أن كبار اللاعبين في منظمة أوبك يبدو أنهم غير راضين عن النتائج، خاصة السعودية هددت بحرب أسعار لا هوادة فيها"، لافتا إلى ان "إنتاج أوبك انخفض لنحو 22,6 مليون برميل يوميا خلال الشهر الماضي، وهو أدنى مستوى منذ ثلاثة عقود".

وأضاف ان "العراق التزم هذه المرة بالامتثال بنسبة 70 في المئة بالاتفاق بخفض الإنتاج"، لكن التقرير تساءل بالقول "هل هذا كاف لإرضاء السعودية التي هددت بشن حرب نفطية جديدة إذا لم تلتزم الدول الأعضاء في أوبك بالاتفاق؟".

وأوضح التقرير ان "خطر حرب الأسعار أصبح يلوح في الأفق، والتهديدات ببيع النفط بخصومات ستجعل المشترين ينقبلون على البائعين التقليديين، والتوجه للشراء من المنتج الذي يعرض السعر الأرخص، وهو ما يعني خسارة أسواق وحصص هامة لدول مثل العراق ونيجيريا وأنغولا".

وتابع بالقول "ما الذي يمكن للرياض أن تفعله لتجبر بغداد ومنتجين آخرين على الالتزام بخفض إنتاج النفط؟ خاصة في ظل تراجع الطلب في الأسواق بسبب ما فرضته جائحة كورونا."

وبين أن " الملجأ الوحيد للسعودية، هو دفع السوق النفطية إلى انهيار في الأسعار، وهذا يعني أن جميع المنتجين سيتحملون كارثة أسوأ مما وقع في الأشهر القليلة الماضية، عندما دخلت المملكة في حرب أسعار مع روسيا."

وأكد التقرير أن" التهديد يظل نظريا، وربما كان كافيا لدفع العراق ونيجيريا وأنغولا لتصحيح مسارها، ولو حدث ذلك، يمكن للسعودية عندها أن تبيع النفط بأسعار مخفضة لأن لديها نفطا أكثر"، وتابع أنه "ماذا لو رفضت هذه الدول المتخلفة الالتزام؟ الجواب أننا سنواجه انهيارا جديدا في الأسعار وربما كان أسوأ من الانهيار الأول، وربما جاء وسط تزايد مخاوف من موجة جديدة لفيروس كورونا."

وأشار إلى أن خفض الأسعار قد يعطي الرياض ميزة الاستحواذ على حصص سوقية من منتجين آخرين مثل العراق ونيجيريا وأنغولا، خاصة للمشترين في الصين والهند، ولكن المملكة لن تكون قادرة على الصمود طويلا بأسعار متدنية، وما سيحصل في السوق النفطية لن يفيد أحدا".

وأردف أنه "حتى إن لما تلجأ السعودية لهذا الخيار، فإن الحفاظ على الحصص السوقية سيكون تحديا هاما أمام المنتجين، حيث لا يزال الطلب العالمي متواضعا، خاصة في ظل القيود التي لا تزال على التنقل والسفر وحركة الطائرات التي خفضت الطلب العالمي على النفط بشكل كبير".

وكشفت صحيفة  أميركية في وقت سابق، ان وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، وجه تحذيرا مباشرا عندما طلب من نيجيريا وأنغولا تقديم تعهدات بالالتزام بالخفض المتفق عليه في نيسان الماضي.

وبحسب التقرير فقد ألمح وزير الطاقة السعودي في اجتماع عبر الفيديو مع مندوبي المنظمة إلى أن الرياض ستبيع إنتاجها بأسعار مخفضة لتقوض العراق وأنغولا ونيجيريا، بعد ما أشار مندوبا الدولتين إنهما غير مستعدان للالتزام بخفض الإنتاج،

كما أفاد الوزير السعودي قائلا "نحن نعرف زبائنكم"، حيث انه غالبا ما يبيع العراق وأنغولا ونيجيريا النفط إلى الصين والهند.

وبحسب مراقبين فان السعودية التي تطوعت لخفض مليون برميل في اليوم إلى جانب مليوني برميل وافقت على تخفيضها، تتحمل الجزء الأكبر من خفض الإنتاج لأوبك بنسبة 9,7 مليون برميل في اليوم، وقد التزمت السعودية بهذا، ففي الشهر الماضي ضخت المملكة 7,53 مليون برميل في اليوم، مع أنها وضعت حصة 8,5 مليون برميل يوميا مثل روسيا التي كانت بطيئة في الالتزام بالحصة المخصصة لها.

جدير بالذكر ان أسعار النفط تراجعت إلى مستويات غير مسبوقة في حدود 20 نيسان الماضي، ولامست عتبة الـ 15 دولارا لخام برنت العالمي، وبعد انخفاضه بسبب حالات الإغلاق العام لمواجهة فيروس كورونا، استعاد خام برنت جزءا من قيمته ووصل البرميل إلى 40 دولارا، ولو نفذت السعودية تهديدها فسيخفض سعر خام برنت وغرب تكساس المتوسط.

علق هنا