بغداد- العراق اليوم: لا تمحو الذاكرة العراقية من خزينها اي موقف او حدث؛ بل توثق كل ذلك وتضعه في مكانه الصحيح، فرغم مرور عقود طوال على رحيل الزعيم الوطني عبد الكريم قاسم رحمه الله شهيداً على يد عصابة البعث المجرمة؛ إلا أن ذاكرة الشعب العراقي مليئة بالمواقف الرائعة عن هذه الشخصية الاستثنائية، ولا يزال الود والمحبة تعمر في قلوبنا لتلك الشخصية المحبوبة والمعطاءة. اليوم، يحفظ العراقيون في ذاكرتهم الوطنية أيضا شخصيات سياسية استطاعت أن تضع بصماتها في وجدان الشارع العراقي، وأن تكتب بسطور وضاءة سيرتها الحسنة في سفر التاريخ الحديث، لاسيما السيد قاسم الاعرجي الذي تبوأ منصب وزير الداخلية في حكومة السيد العبادي، فكان مثال التواضع والصدق والشجاعة ووضوح الموقف، والتوجه الصادق والحقيقي. الاعرجي كان رجلاً مخلصاً لعقيدته الوطنية، عاملاً بتفان من أجل ان يستقر العراق ويحقق النصر على عصابات داعش المجرمة آنذاك. لم يضع نفسه في برج عاجِ، ولم تغريه الغرف المضللة؛ والاروقة المعزولة، بل عاش مع الناس واحداً منهم، يسمع شكاواهم، ويشاركهم آلامهم، يربت على كتف المحتاج، ويحتضن الفقير؛ ويحنو على الصغير ويقبل يد ابن الشهيد بكل محبة وعطف ابوي وصدق. إن تواضع الرجل واقترابه كثيرا من الناس، وتسخير المنصب من أجلهم جعل العراقيين يحبونه، ويتذكرونه بالخير كلما ذكر أسمه، حتى نال مكانة مرموقة في القلوب وحفر اسمه في الوجدان، وتواشجت عواطفه مع ابناء شعبه. لقد اقترن اسمه بالنصر ، ومزج روحه بالجهاد الذي اعتاده فتىً يافعاً، ولا يزال يواصل مسيرته بلا تردد؛ لذلك أحبه الناس ووثقوا به ووضعوه في ضمير التاريخ العراقي الحر.
*
اضافة التعليق