بغداد- العراق اليوم: نداء الضمير، ونداء الأنسانية، ونداء الوطن، وصرخة مدوية في الأفق، نطلقها لكل أصحاب الضمير في العراق، لكل من يملك ولو قدراً بسيطاً يستطيع من خلاله إيقاف الفاجعة، ومنع الكارثة، والسيطرة على الوباء الآخذ بالتفشي والإنتشار في صفوف شعبنا الصابر، فهذا هو الوقت الذي تظهر فيه المعادن الجليلة والنفيسة لمعانها، وهنا تبان الشهامة، ويشهد التأريخ للمواقف البطولية. في هذه اللحظة الخطرة، يتعرض شعبنا لوباء كورونا المستجد، ويواجه فقراء الله في مدينة الثورة والشعلة والكاظمية والحرية، كما يواجه ابناء العمارة السمر، وأبناء الناصرية المنكوبة، والسماوة الملتاعة، والديوانية التي تئن، وغيرهم من أبناء خارطة الحب .. خارطة وطن ذبيح، حيث يواجهون فقد الأحبة، وموتاً شرساً يلتهم الأبرياء، الذين ضاقت بها انفاسهم، بعد أن ضاقت بهم سبل العيش الكريم في سنوات خلت، فظلت عيونهم ترنو الى مواقف باسلة، ووقفة انسانية خاصة متميزة تنقذ من تبقى من أحبتهم عالقين تحت رحمة وباء لا يرحم!. أنه، النداء الأكبر منذ بدء تفشي هذه الفاجعة، والصرخة الأعلى التي نوجهها لأصحاب المشافي الأهلية في البلاد، ورجال الأعمال والميسورين ورؤساء النقابات، ومدراء المؤسسات المدنية، ورؤساء الصحف والفضائيات والوكالات، أن نطلق حملة من إجل انقاذ اهلنا، في بلد شح فيه الأوكسجين!، فأي رحمة من السماء ننتظر أيها الناس، لنتراحم بيننا. أنه نداء ضمير يقظ، ووجع كامن يفتك بنا من كل مكان، ونحن نرى الجهود الحكومية التي تبذل على استحياء قد عجزت، ومشافينا الحكومية قد انهكت، وكوادرنا الطبية قد اجهدت، ولم يبق معها سيف تحارب به غير الالتجاء الى السماء، والى من يملك بعضاً من المواقف الأنسانية ليندفع فاتحاً ذراعيه لأخوته في الوطن. هذه حرب مدمرة تستهدف المجتمع، كل المجتمع، دون أن تميزه طائفياً او قومياً او عرقياً، لذا فنحن بإنتظار التكاتف والتأخي، والهبة الشعبية التي ستظهر من أي معدن خلق وجبل العراقيون، وكيف يقفون اذا ادلهمت الحياة بوجههم، وكيف يتصرفون اذا ما علموا أن حياتهم على المحك. هو نداء ينتظر استجابة، ودعوة خالصة لكل من يريد أن يسجل أسمه في تاريخ العراق الباهر، فيا اصحاب المشافي الأهلية، وأصحاب المذاخر والصدليات والأطباء والصيادلة والكوادر التمريضية لا تتأخروا بنجدة من يريد نجدتكم، وانقذوا حياة اخوتكم، كي لا نفقد المزيد من الأحبة، ولا تتأخروا في نصرة وطنكم المبتلى منذ عهد نوح، وما اظنكم تتأخرون، كيف لا وانتم شعب المعجزات، وشعب الحضارة، والقيم والكرامة والشهامة. يقيناً ان هذه السحابة السوداء ستنجلي، وستشرق شمس الوطن المعافى قريباً، فلا تتأخروا، وكما قال مولانا الحسين بن علي (عليهما السلام)، مَن " من تخلف لم يبلغ الفتح".
*
اضافة التعليق