بغداد- العراق اليوم: لمرتين متتاليين في أقل من شهر واحد يطل وزير النفط العراقي السابق ثامر الفضبان عبر شاشة قناة الشرقية الفضائية، مع أن الرجل خارج السلطة منذ ذلك اللقاء حتى هذا اللقاء، لكن (الشرقية) تستضيفه في حلقات تلفزيونية مطولة!، وهنا لا نكتفي بوضع علامة (؟) واحدة، بل عشرات علامات الاستفهام، عن مغزى ومعنى هذه الاستضافة، مع أن الغضبان لايمارس أي سلطة أو مسؤولية، فلماذا تفرد له كل هذه المساحة من البث وحده دون بقية أعضاء كابينة عبد المهدي برمتها؟. ولكننا سنتطوع للإجابة عن هذا التساؤل، فالرجل أراد ان يبعث عبر هذه اللقاءات ثلاث رسائل الى من يهمه الأمر، الرسالة الأولى وهي محاولة يائسة منه لتحسين وجه وسمعة شركة سومو وادارتها، ساعياً الى القول أن هذه الإدارة لا تشوبها أي شائبة، ولا يستطيع أي شخص اتهامها، وأن العكس صحيح، مدعياً ضمناً ان من ينتقد هذه الإدارة هو السيء وليس الإدارة، وواصل الوزير السابق امتداحه لعمل (الشباب) كما يسميهم هو في هذه الشركة. أما الرسالة الثانية، فهي محاولة منه للإبقاء على هذه الإدارة من أجله هو شخصياً، قبل ان تكون من أجل سومو، أي لحمايته أولاً، وحماية الملفات التي تتحدث عنها الجهات الرقابية والبرلمانية، لذلك نجده يصٌر ويقول أن أعضاء هذه الإدارة منتجون ومهيئون لإدارة هذا القطاع فضلاً عن كونهم مدربين جيداً، فيما يتقصد من هذا الظهور في الرسالة الثالثة، اثبات وجوده هنا في العراق، ومحاولته تسويق نفسه لإعادته للعمل كمستشار أو أي منصب حكومي جديد، فالرجل يأمل ويحلم بعظم يرميه عليه الكاظمي، وهو مستعد لإلتقاطه مهما كان هذا العظم، وأينما كان ! لكن هيهات له ذلك، فالكاظمي الذي كان رئيساً للمخابرات العراقية ولديه ملفات الوزراء وغير الوزراء، لهو أدرى من غيره بمفاسد وبلاوى الغضبان، وهي بلاوى لا تعد ولاتحصى، فكيف يثق الكاظمي بفاسد مرة أخرى، وقد أنقذ الله العراق والعراقيين من شروره وغروره وفساده وطغيانه وتآمره، خاصة وإن الغضبان هو الوزير الوحيد في تاريخ وزارة النفط، يرمي العاملون علانية وجهاراً (سبع حجارات) خلفه حين غادرها قبل أيام! إذن فقد كانت الرسالة الثالثة التي بعثها ثامر عبر هذه المقابلة المدفوعة الثمن، عرضاً ذليلاً ومكشوفاً لخدماته.
وبمناقشة ما ورد عبر هذا اللقاء، نلحظ أن جملة من المغالطات قد تمت، وأن هناك تعمداً في تسويق معلومات غير صحيحة، لاسيما حديثه عن لجنة مؤلفة من 25 عضواً تقوم بتحديد اسعار النفط الخام شهرياً في مقر شركة سومو، وهنا نتحدى هذا الوزير أو أي جهة مقربة من تأكيد فاعلية هذه اللجنة على تحديد الاسعار، فالوزير يعلم والجميع يعلم كذلك أن شركة سومو كانت ومازالت تقوم بتحديد اسعار النفط العراقي حسب أداء تسعيرة النشرة السعودية، بل كانت تنتظر النشرة السعودية التي تصدرها أرامكو، لتقوم سومو باعداد نشرة على غرارها، وهذا مثبت ومعروف، وهو أمر يحدث نتيجة لغياب واضح في الكفاءات والقدرات النفطية التي كانت تدير هذا الملف، بدليل أن وزير النفط وكالةً علي عبد الأمير علاوي، حين اجتمع مع كادر الوزارة والشركة لمناقشة الاسعار، وقدمت له نشرة سومو، ضحك ورد عليهم : أن " هذه القائمة موجودة ومتاحة في الانترنت "!. كما أن الغضبان تحدث في هذه المقابلة عن عدم وجود شبهات في أداء تسويق النفط الخام، كونه مادة معروفة والكميات المباعة كذلك، وهناك شركات تتعامل وكل الأمور واضحة ومعروفة، لكن الوزير لم يتحدث اطلاقاً عن مادتي النفط الأسود والنفتا اللتين تباعان من قبل سومو، وكأن شيئاً لم يكن، كما إنه لم يتحدث عن المصافي النفطية المتوقفة كلها واسباب ذلك ايضاً. وهنا يرد تساؤل مهم وضروري، حول سياسة قناة الشرقية في هذه الاستضافة، حيث كان من المفترض ان تستضيف ضيفاً اخر، لمناقشة ما يرد على لسان الوزير السابق ثامر الغضبان، لاسيما وأنه كان مطلوباً للأستجواب النيابي، ولم يستطع النواب الذين حاولوا استجوابه ان يأتوا به للمجلس النيابي لغرض الاستجواب. كما أن الأهم من هذا كله، أن هذا الوزير قام بتخفيض مليون وستين إلف برميل من حصة العراق الإنتاجية عبر اللقاء التلفزيوني الذي جرى مع منظمة أوبك بلس، والذي انفرد بهذا القرار ولم يشرك معه أحد وكلائه، كالوكيل حامد الزوبعي الذي أوفد الى اجتماع أوبك في فينا قبل ذلك، أو مدير دائرة العقود والتراخيص، أو مدير الدائرة الإقتصادية أو أي جهة أخرى، ولم يتم إشراك أي من قبل الوزير عدا عصابة أدارة شركة سومو، وهذا واضح، لأن الوزير لا يريد اطلاع أي أشخاص " غرباء" عنه، خوفاً من الفضيحة أو تسريب المعلومات، فيما يدافع عن هولاء الآن كما يدافع هو عنهم في كل محفل، وبمناسبة ودونها. والمصيبة ان هذا القرار الخاطئ والمجحف كما تقول مصادر خاصة بأن الوزير هو من تطوع بعرضه على اوبك بلس، وتنازل فيه عن هذه الكمية الكبيرة من حصة العراق، وهو ما ترتب عليه اثار خاطئة وكارثية لا يزال يدفعها العراق الأن، كما أن هذا التخفيض ليس بريئًا على كل حال، فالمستفيد الأول منه هو السعودية صاحبة الانتاج الذي يصل الى 11 مليون برميل نفط يومياً. اخيراً، نقترح على الوزير الغضبان وقناة الشرقية أيضاً ان تكون الاستضافات القادمة مشتركة مع ضيوف اخرين يتقاطعون بالرؤى مع الوزير، وأيضاً لديهم ما يقولونه، وبدورنا نرشح النائب الشجاع يوسف الكلابي ان كان الهدف الوصول الى الحقيقة طبعاً، لالشيء أخر بالتأكيد.
*
اضافة التعليق