بغداد- العراق اليوم:
في البدء أود أن أشير الى إني أتناول وزير النفط الجديد إحسان عبد الجبار اليوم لأول مرة، وذلك لإني لم أكن أعرفه جيداً من قبل، وما زلت كذلك، فضلاً عن إني أتوافق بالرأي مع من يطالب بمنحه الفرصة الكافية في الكرسي الوزاري، ليتم الحكم عليه بعدها، بالمدح أو بالقدح، بما يستحق أدائه من تقييم. والرجل كما تصلنا الأنباء عنه، حيث يقال -أكرر يقال -إنه ذو أخلاق طيبة، لكن المشكلة أن الأخلاق الطيبة- رغم أهميتها - لا تكفي وحدها في أن تصنع مسؤولاً ناجحاً، فهناك الكفاءة والخبرة وفن الإدارة والعلمية المهنية، فضلاً عن الشجاعة في إتخاذ القرار ، وغير ذلك من مكملات المسؤول الناجح. لذا نتمنى أن نرى أداءً لوزير النفط الجديد، مختلفاً عن أداء سلفه الذي جعل من هذه الوزارة الوديعة مكاناً للكراهية، وغابة للإفتراس، ينهش فيها المسؤول لحم أخيه المسؤول الآخر، حتى باتت هذه الوزارة للأسف الشديد ملعباً للنفاق، يتسابق فيها المسؤولون على التزلف لمعالي الوزير والتقرب من أجل إرضائه بما يحب أن يسمع من كلام. إن مناسبة هذا الحديث تأتي من اجل نقطتين مهمتين، نظن انهما تستحقان مقالة مثل هذه. النقطة الأولى كانت قد حصلت خلال هذا الإسبوع في مبنى وزارة النفط، وتحديداً في حفل التعارف، أو حفل تسلم الوزير الجديد احسان عبد الجبار المسؤولية الوزارية من الوزير السابق، وقد تحدث ثامر الغضبان في هذا الحفل بكلام كاذب من أوله الى آخره، وعجبي أن شيخاً هرماً تتدلى قدماه في القبر، يكذب بهذا الشكل الفظيع! لقد إمتدح الغضبان (تلميذه) الوزير إحسان، وقال أنه مدير عام ناجح جداً، وذكي، ومجتهد، وقد تبناه شخصياً وأعطاه من علمه الكثير، كما توقع له ان يكون وزيراً ، الى آخر الخطبة الكاذبة والمزيفة ! أما النقطة الثانية فهي المتعلقة بحقيقة هذا المديح والإطراء والتبني المزيف، فالغضبان وكما يعرف الجميع هو وليس غيره من أخرج احسان من الوظيفة، في جملة الإعفاءات وقرارات سحب اليد، حيث أعطى الغضبان رأياً سلبياً وسيئاً بإحسان عبد الجبار، واكبر دليل على ذلك هو عدم دفاعه عنه أمام رئيس الوزراء عبد المهدي، فلو كان هو تلميذه النجيب كما يدعي، والمدير العام الناجح كما يقول، فلماذا لم يقف بوجه من وقع قرار إرساله الى البيت شهوراً عديدة، ولماذا لم يرفض قرار إعفائه خاصة وأن الغضبان كان نائباً لرئيس الوزراء لشؤون الطاقة ؟! كما أود أن أدعم هذا الرأي بحادثة أخرى لم تكن بعيدة عن اليوم، حيث جرت في بيت رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وكان وقتها موسم تثبيت المدراء العامين في وزارات الدولة، وإلغاء صفة الوكالة، ويبدو أن السيد إحسان عبد الجبار قد شعر آنذاك بقرار إعفائه من منصب مدير عام شركة نفط الجنوب، أو أن القرار قد صدر فعلاً، فمضى يشتكي لدى محمد الحلبوسي، وكان ثمة إجتماع يعقد في بيت رئيس البرلمان، يضم ثامر الغضبان، وهيبت الحلبوسي، وبعض المسؤولين الآخرين- للتذكير والشهادة كان يجلس وقتها في الغرفة المجاورة لغرفة الإجتماع في بيت الحلبوسي، وكيلا الوزارة سيد فياض وحامد الزوبعي - وقد عرض محمد الحلبوسي على الغضبان قضية مظلومية احسان عبد الجبار، فإنتفض الغضبان قائلاً: " ان احسان هذا هو احد أتباع جبار اللعيبي، وهو الذي جاء به من رئيس قسم الى معاون مدير عام ثم مدير عام شركة نفط الجنوب، وهو لا يستحق منصب رئيس قسم"! ثم حاول الغضبان التملق الى الحلبوسي، واللعب على حبل المناطقية، فقال له: " إن احسان يصرف الملايين من أموال النفط العراقي على مناطق البصرة، وشوارعها، وساحاتها، الى آخره من الكلام الخبيث! وطبعاً فإن الشهود في تلك الليلة مازالوا أحياءً يرزقون.
ملاحظة أخيرة:
إذا كان رأي الغضبان (بتلميذه)جيداً وهو فخور به كثيراً، كما إدعى بحفل التسليم قبل ثلاثة ايام، فلماذا لم يظهر من قبل ولو لمرة واحدة على شاشة الشرقية، أو على شاشة غيرها، عندما كان المسكين يجتر آلامه، ويطحن بأحزانه في بيته وحيداً مكسوراً موجوعاً، فاقداً لوظيفته، ومصدر رزقه ورزق عائلته، ولماذا لم يدافع ولو لدقيقتين عن تلميذه، الذي تعرض للطرد من الوظيفة وليس المنصب فحسب، ولماذا لم يتصدَ للدفاع عنه كما يتصدى اليوم بالدفاع القوي عن ادارة سومو ، (بالمناسبة، الغضبان دافع 25 مرة عن عصابة الاربعة في سومو عبر شاشات القنوات الفضائية، وطبعاً هو لم يدافع عن شركة سومو كلها، لأن ثمة أشخاصاً نزهاء وشرفاء في سومو لم يسيروا او يوافقوا السير على طريق العصابة الفاسدة وعرابها الغضبان لذا تجده يدافع عن عصابة الاربعة دون غيرهم في الشركة)! أكرر القول: لماذا لم يظهر على التلفاز ويدافع عن احسان عبد الجبار وهو مدير اكبر شركة من شركات وزارته، حيث يتعرض الرجل للطعن، والتشويه، والإتهام القاسي، بينما نجده اليوم يقاتل دفاعاً عن حرامية سومو، الا يستحق هذا التلميذ الذي يفخر به اليوم، دقيقتين يدافع بهما عنه؟ ثم كيف يتحول تلميذ جبار اللعيبي ( الفاسد) - كما قال الغضبان في بيت الحلبوسي- الى تلميذه الوفي؟ والجواب قد قاله الأقدمون: - إذا لم تستح، فإصنع ما شئت !
*
اضافة التعليق