بغداد- العراق اليوم: بعد التقرير الخاص بإرتفاع أسعار النفط الذي نشره (العراق اليوم) أمس، والذي بث نفحة من أريج التفاؤل في النفوس، أجاب عدد من الخبراء، والمختصين في مجالات الطاقة والنفط عكس ذلك، حيث يرون أن العراق لن يستفيد كثيراً من التحسن الطفيف في أسعار النفط الخام التي بدأت بالصعود التدريجي، مشيرين الى أن " أي زيادة مالية في الإيرادات ستلتهمها السياسات غير الرشيدة المتبعة في وزارة النفط وقطاع الطاقة". وبينوا لـ (العراق اليوم)، أن " سياسات وزارة النفط السابقة والمتبعة لم تأخذ بالحسبان أي تغيير في استراتيجية الاستفادة من الموارد الكبيرة التي دخلت العراق، في تعزيز القطاع الانتاجي والاستخراجي والتسويقي حتى، ولذا فأن هناك أسبابًا متعددة تقف حائلاً دون أن تحقق الزيادة المرتقبة في أسعار النفط، الهدف المرجو اها، الا أذا اتخذت سلسلة من الاجراءات السريعة لتصحيح الأوضاع". واشاروا الى أن " أول هذه الأسباب هو التخفيض الهائل الذي اقرته وزارة الغضبان ومفاوضو شركة سومو لحصة العراق الانتاجية في منظمة أوبك، والتي تجاوزت المليون بستين الف برميل يومياً، مما يعني أن تراجعاً هائلاً في الإيرادات المالية الداخلة للعراق من جراء التسويق، وهذا القرار اثار انتقادات المختصين والخبراء". واضافوا ايضاً " كما ان استمرار عمليات استيراد المشتقات النفطية من الخارج، والتي تكلف العراق ما بين ( 250- 400) مليون دولار شهرياً، كفيلة بإمتصاص أي زيادة متوقعة في الاسعار، حيث سترتفع ايضاً أسعار هذه المشتقات، وهذا أمر مشخص، حيث ان العراق لم يستفد من موارده السابقة في تطوير قدراته التكريرية". وتابعوا " كما ان العراق وبالإضافة الى تخفيض أوبك، يجهز شركة Upstream ، ما يقرب من سبعمائة الف برميل في اليوم، وهذه الإيرادات لا تدخل في الاقتصاد العراقي بشكل مباشر، مما يعني تقليص حصته في الأسواق وبالتالي انخفاض الايرادات". ولفتوا الى أن " استيراد الغاز من إيران يكلف العراق كلفة ضخمة، ومرة أخرى عندما يرتفع السوق سيكلف أكثر، علماً ان هذا الغاز يستهلك على قطاع الكهرباء الذي لا يوفر ايرادات مالية مناسبة للخزينة العامة، نتيجة تلكؤ الجباية ". واختتموا " كما أن استهلاك المصافي العراقي يتراوح ما بين 450 إلى 900 ألف في اليوم مرة أخرى، وهذه الإيرادات لا تدخل لوزارة المالية، وبالتالي لن يكون هناك تحسن نوعي في حجم الايراد المالي المتحقق من زيادة اسعار النفط الخام في الأسواق العالمية".
*
اضافة التعليق