بغداد- العراق اليوم:
بقلم/ طه حسن
المتابع للشأن العراقي يعرف الإسهاب والأستفاضة في الحديث لرئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي ، حديث ينفرد به هو ويستمع له الوزراء في أجتماع الحكومة الأسبوعي ، على آيُ حال فقد غادر السيد عبدالمهدي بخفي حنين كُرسي الحُكم ، لتنتهي معه أسوأ حقبة حُكومية شهدها العراق منذ 2003 .
ففي عهده أستشرى الفساد، و عمت التظاهرات أنحاء البلاد للمطالبة بحقوق من حكُومه عاجزه عن توفير أبسط الخدمات، راح ضحيتها منذ اكتوبر الماضي ، أكثر من 800 شهيد وأكثر من عشرين الف جريح ومصاب ، وضاعت هيبة الدوله و فقد المواطن شعوره بالأمان على نفسه وأهله وماله فكُل شيء أصبح مُباح ، هو وحده من يتحمل كامل ال مسؤولية بصفته القائد العام للقوات المُسلحة ورئيس للسلطة التنفيذيه .
أسوأ ما أرتكبه السيد عبد المهدي من أخطاء ، أنه وبسبب وهنه جعل من منصب رئيس الوزراء ألعوبة بيد الأحزاب التي أتت به ، وهمش عامداً مناطق الوسط والجنوب الذي ينتمي اليها ، كما أثقل گاهل الموازنة بالديون جراء التعيينات العشوائية ، فالتجارب أثبتت أنه شخصية تنظيرية تقول عكس ما تفعل وأتضح جلياً أنه لايَمتلك أية مهارات في الإداره ولا في القيادة .
الموضوع الأكثر غرابه أن السيد عبدالمهدي الذي يوصف بأنه رجل أقتصاد ، عجز طيلة عامين في المنصب من تقديم مشروع قانون الموازنة الى البرلمان ، قد يكون هذا دليلاً أخر عن غياب القرار لدى حكومته التي أشتهرت داخلياً وخارجياً بالضعف وسوء الإدارة .
الخبير النفطي عصام الجلبي يُوضح ، إن ايرادات العراق المُتحققه من النفط مُنذ بداية عام 2020 كانت كالآتي :
1- شهر كانون الثاني / 6.163 مليار دولار .
2- شهر شباط / 5.053 مليار دولار .
3- شهر آذار / 2.989 مليار دولار .
4- شهر نيسان / 2 مليار دولار .
5- شهر آيار / 1.125 مليار دولار .
هذه هي كامل الإيرادات التي دخلت للبلاد خلال ال 5 أشهر الماضيه ، وهذا يعني أن الحكومة السابقة قد وضعت حكومة السيد الكاظمي أمام مأزق صعب و تحديات أصعب .
وبعملية حسابيه بسيطة الحكومه بحاجة الى حوالي 6 -7 مليار دولار شهرياً لتسديد رواتب الموظفين والمُتقاعدين والمتعاقدين وغيرهم ، أي كامل النفقات في الموازنه التشغيلة المطلوبه لديمومة الدوله ، فأسلوب السياسية الريعيه الفاشلة التي أتنتهجها الحكومات السابقة بأعتمادها على إيرادات النفط حصراً دون تطوير وتنشيط باقي القطاعات والموارد المُعطلةً بسبب هيمنة مافيات الفساد التي عمدت على تعطيلها وهي من كانت السبب في ذلك لإهدف ومنافع فئوية وحزبيه ضيقه .
فتراكمات القناعة لدى الغالبية العُظمى من العراقيين ، هو أن مثل هؤلاء لا قُدره لهم على مواجهة الأزمات خوفاً من أستفسارات لايملكون لها إجابه ولا حلول تشفي الغليل ، وهنا يتحول البلاد إلى ساحة من فئتين :
فئه مُنتفعه و مُستفيده .
وفئة لا تملك غير قوت يومهم .
وبسبب الفئه الأولى أختلطت الأمور وعمت الفوضى وضاع البلد .
ثقتنا گبيره بالسيد الكاظمي ، الذي قبل بأستلام دوله مُفلسه عاجزه منهاره ، ولعل بوادر الأمور تسمح لنا بالتفاؤل ، على الأقل بأنتهاء حكومة الفشل والوهن ،
يقول من سبقونا :
أن الأمة التي لا تأكل مما تزرع ، ولا تلبس مما تصنع ، أمة محكومٌ عليها بالفشل والضياع ..!
*
اضافة التعليق