بغداد- العراق اليوم: هل قدر العراقيين أن يكونوا دوماً على موعد وغير موعد مع أشباه السياسيين، وممن أتت به المصادفة المحضة من العدم ليكونوا وجوداً يضيف هماً لهموم الشارع العراقي المُبتلى بإنصاف السياسين، فكيف يحتمل بمن هم أقل من هذه (الانصاف، بل الأرباع)، نعم، هذا ما يحدث بالتمام والكمال، فمثل هولاء الذين صنعتهم المصادفات، شكلوا الوجه الأسوء للعملية السياسية، والظاهرة الصوتية الأكثر صخباً، وجعجعةً بلا طحين!. فهولاء بحسب مراقبين، رسموا الصورة النمطية التي يحملها الشارع لمجلس النواب، مع أنه المؤسسة الأقرب لنبض هذا الشارع، لكن هولاء "القافزين" على شجرة البرلمان الوارفة، كانوا انموذجاً سيئاً، وكانوا الشكل الأكثر فجاجة لعملية سياسية باتت تحوي الغث والسمين، بل أن الغث بدأ يحاصر السمين، ويبعده عن موقعه، ليحتل مكانه بلا أدنى مراعاة للقيم أو الذوق أو العرف. من هولاء نائب، كثير الصراخ، تكرر للأسف للمرة الثالثة على التوالي، حملته سفينة التيار الصدري لمجلس النواب مصادفةً، قبل أن يتركها بعد أن أشبعه نوابها " بوكسات وركلات" لا تنسى، ليلتحق في ركاب دولة القانون، وليشكل الصوت الاكثر نشازاً في مسيرة السنوات السابقة، فهو نائب يهوى الخصومات الاعلامية، ويبحث عن " الطشة" بسبب أو دون سبب، يحاول أن يكون رقماً في معادلة، هو فيها رقم على اليمين بكل الأحوال، وينجح كما يقول النواب في ابتزاز هذه الجهة أو الحصول على مكاسب من تلك مستخدماً موقعه، وقباحته التي لا يحرج منها، فضلاً عن سلاطة اللسان التي عرفت عنه، وهذه أسوء من يمكن لسياسي أن يتصف بها، وأقرؤوا قواميس السياسة لتعرفوا. ان ظاهرة الصيادي للأسف، هي التي بدأت تصعد، وبدأ الخطاب ينحط اكثر فأكثر كلما تقدمنا في عمر التجربة النيابية، حد أن الناس هنا بدأت تسأم من وجود هذه العملية، ومن شكلها الذي ينتج الصيادي وامثاله، فتبدي استغرابها من صناديق تحمل هذا وامثاله عبر شراء الأصوات تارة، أو استخدام النفوذ أو حتى التزوير. مواطنون ومراقبون، قالوا معلقين على ظاهرة "الصيادي"، أنها " يجب ان تنتهي في الانتخابات المبكرة، ويجب أن ترحل هذه الطبقة برمتها غير مأسوف عليها، بل ولتحاسب على ما ارتكبته من خروقات، واساءات للحياة النيابية والبرلمانية، ولمؤسسات الدولة، فهذه النماذج كانت وراء تحطيم وحرف المؤسسات الدستورية عن انجاز مهامها الوطنية بشكل حقيقي وفعال، بما ينسجم مع مقاصد وروح الدستور العراقي الذي رسم ملامح العملية السياسية بشكل محترم، لكن وجود هذه " النكرات" انهى هذا الحلم، حتى تحول الى سوق شعبي، يحاول البعض ان يتحول فيه الى" خوشي" يفرض الاتاوات والخاوات ويمارس الابتزاز بدون رادع !.
*
اضافة التعليق