بغداد- العراق اليوم:
قاسم الحجامي / الرميثة خاص / العراق اليوم عمل غنائي جديد، ولحن مميز، وكلمات رائعة، هذا ما يمكن أن تطلقهُ وأنت تسمع أغنية " حزبنا .. نبض الكلوب" التي تعبر عن ابتهاج ثلاثي فني عراقي بذكرى ميلاد أعرق حزب وطني في العراق، وهو الحزب الشيوعي العراقي الذي يحتفل هذا العام بالذكرى السادسة والثمانين لتأسيسه، ويُحيي معه الفنانون والشعراء والأدباء ذكرى انطلاقة الحياة الثقافية والأدبية والشعرية الصاخبة في العراق، أذ أسس هذا الحزب لبنات الثقافة الأولى، وأنهى جموداً طال البلاد عقوداً عديدة من التخلفِ والرجعية والإهمال. اذن، احتفل الحزب بذكراه، لكن للفن والشعر كلمته الأقوى في احياء هذه المناسبة، حيث جمعت كلمات الشاعر الكبير فالح حسون الدراجي، بالملحن العراقي القدير محسن فرحان، مع المبدع الصاعد عدنان البريسم، في هذه الأوكسترا الفنية الرائعة، ليتكامل الثلاثي في إداء مميز، فالدراجي شاعر غنائي من طراز مميز، وصانع ماهر للجملة الغنائية، فضلاً عن كونه من أكثر الشعراء التقدميين الذي واكبوا ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي، فطوال اربعين عاماً أو أكثر، لم يترك هذا الشاعر المرهف هذه الذكرى تمر دون أن يسجل موقفه المُبتهج بتأسيس حزبه، وقد لحن وغنى له بهذه المناسبات الشيوعية كبار الفنانين العراقيين التقدميين، منهم الملحن الراحل الكبير كمال السيد، والملحن الراحل طارق الشبلي، والفنان القدير طالب غالي، والفنان البصري يوسف نصار، والفنان الراحل فؤاد سالم، أحد اركان الأغنية العراقية، والفنان حسن بريسم، والفنان المغترب ماجد ككا، والفنان المغترب رعد بركات، والفنان عدنان السبتي والفنان الجميل عمر سعد وغيرهم من الفنانين المبدعين. ليطل الدراجي هذا العام، بتعاون ملفت مع الكبير محسن فرحان، صاحب التراث الغنائي الثر، ورسام الجملة الموسيقية الفريدة، وصاحب الذوق الرفيع في اختيار لحنية خاصة تليق بمناسبة عطرة كهذه، حيث يُلحن فرحان لأول مرة في تاريخه الفني للحزب الشيوعي العراقي، وهو من ملحني الطراز الأول في العراق، ومن الذين كتبوا اسماءهم على لوحة الجمال الإبداعي عبر مئات الأعمال الغنائية. فيما يُغني الفنان الصاعد في نجم الأغنية العراقية، عدنان البريسم، هذه الكلمات والإلحان بروحية متدفقة، ومشاعر نقية حقيقة، تلهب المشاعر، وتثير الأحساس بمدى اعتزاز أي تقدمي حول العالم، بميلاد صرح من صروح الثقافة والحياة، وليس غريباً ان يغني البريسم للحزب الشيوعي، فهو من عائلة فنية تقدمية، وخاله الفنان العراقي التقدمي حسن بريسم، الذي يعد من قامات الغناء الملتزم. وبالعودة الى كلمات الأغنية، التي يختار لها الدراجي كعادته مدخلاً عاطفياً، يخاطب من خلال حبيبه المفترض، تضحيات رفاقه واصدقائه الشيوعيين، ويضيء على مساحات العلاقة الخالصة بين أي عاشق شيوعي وحزبه المعشوق، حيث يقول الدراجي: " حزبنا .. يا نبض عايش بالكلوب الذ من الحزن ساعات الغروب " وهنا استعارة رائعة، فبقدر ما في الحزن من إثارة للمشاعر، لكن له طعمه المميز في ساعات الغروب، حيث تثير هذه اللحظات المشاعر، ويتدفق في الصدر ينبوع العطاء، ويعود الدراجي ليخاطب المعشوق : " حلو مثل الأماني ترف مثل التهاني اذا تلمس حجر بجفوفك يذوب " ! ياسلام؟ أي رقة واحساس وعلاقة نقية تجمع بين الشاعر وهذا الكيان الوطني. " حزبنا يا صبر ما حدته حدود مثل طبع البحر..ما ينقص يزود جبل ثابت على الكاع الف حزب وحزب ضاع دولة هيبتها ضاعت .. وانت مهيوب حزبنا يا نبض عايش بالكلوب". مبارك للحزب الشيوعي هذا الولاء الوطني، ومبارك لكل التقدميين في العالم هذه الولادة البهيجة والمهيبة والشامخة. ندعوكم الى الاستمتاع بهذه الأغنية الوطنية ..
*
اضافة التعليق