بغداد- العراق اليوم: شرع الأطباء في عدة دول بدءا بالصين ثم الولايات المتحدة وإيطاليا وفرنسا، في اختبار أدوية يتم استخدامها لأغراض أخرى، من أجل علاج فيروس كورونا المتفشي. وبحسب وسائل إعلام أميركية، فانه بعد ثلاثة أشهر فقط من انتشار الوباء، بدأت النتائج الأولية لتلك الأدوية في الظهور وقد تم رصد ثلاثة منها تتسم جميعها بخصائص مضادة للفيروسات، وهي: - الكلوروكين أو هيدروكسي كلوروكوين، وعمره 90 عاما ويستخدم لعلاج الملاريا، ففي مطلع آذار الجاري، استخدم أطباء فرنسيون في مرسيليا هذا الدواء لعلاج 26 شخصا مصابين بكورونا من خلال إعطائهم ثلاث جرعات في اليوم، تبلغ كل منها 200 ملغ لعشرة أيام، والبعض أخذ الجرعات مع مضاد حيوي يسمى زيثروماكس"Zithromax"، وبعد ستة أيام من تناول الدواء، اتضح أن كمية الفيروس في جسم المرضى كانت أقل مقارنة بمن لم يأخذوه. ونتائج الدراسة لا تعتبر قوية بالنظر لقلة عدد المرضى المشمولين فيها، رغم شيوع أنباء عن تجارب ناجحة للكلوروكوين في الصين، وقد ذكر أنتوني فوتشي، رئيس المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية في الولايات المتحدة أن العلماء يقولون إنه " لا يوجد دليل كاف" على فعالية الدواء، في غياب تجارب سريرية خاضعة للسيطرة. وقررت ولاية نيويورك التي أصبحت بؤرة عالمية للوباء، الحصول على 70 ألف جرعة من هيدروكسي كلوروكوين و 750 ألف جرعة من الكلوروكين، بالإضافة إلى أزيثروميسين (يسمى أيضا زيثروماكس). - فافيبيرافير"Favipiravir"، زعمت التقارير الإخبارية الأسبوع الماضي أن المسؤولين الصينيين وصفوا هذا الدواء المضاد للفيروسات المصنوع في اليابان، بأنه "فعال بشكل واضح"، وقد جربه أطباء في مقاطعة هوبي الصينية بؤرة المرض مجموعة من 120 مصابا بكورونا، ومجموعة أخرى مماثلة منحوها يوميفينوفير"umifenovir" الاسم التجاري أربيدول وهو مضاد حيوي يستخدم في روسيا. ولاحظ الأطباء أن الحمى والسعال اختفيا أسرع في المجموعة التي تناولت فافيبيرافير، لكن عددا مماثلا من المجموعتين اضطر إلى الخضوع لعمليات تنفس صناعي جراء معاناتهم من التهاب رئوي، لكن الأطباء فضلوا فافيبيرافير على أربيدول، حيث يمنع فافيبيرافير، المعروف تجاريا في اليابان باسم ""Avigan، الفيروسات من نسخ مادتها الوراثية وقد تم اكتشافه أثناء البحث عن أدوية لعلاج الأنفلونزا. - لوبينافير"Lopinavir" وريتونافير"Ritonavir"، اضطر الأطباء إلى استخدام هذين الدواءين المخصصين لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة "الإيدز"، أملا في تحقيق نجاح سريع للقضاء على كورونا، وشملت الدراسة التي أجريت عشوائيا في كانون الثاني الماضي بالصين 199 شخصا، أعطي بعضهم لوبينافير والبعض الآخر ريتونافير، مرتين في اليوم لمدة أسبوعين، فيما تلقت مجموعة أخرى (مجموعة القياس) رعاية طبية عادية. للأسف النتائج لم تكن ذات فائدة، بعد وفاة 20 في المئة من المرضى، ورغم ذلك يحاول باحثون في الولايات المتحدة معرفة ما إذا كان مزيج بين الدوائين المعروف باسم "كاليترا"، يحقق نتائج، خصوصا للمرضى الذين يعانون من أعراض أقل حدة. والدواء الرئيسي هنا هو لوبينافير، وقد أثبت فعالية في علاج متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "ميرس" التي ظهرت في السعودية عام 2012، من خلال تعطيل عمل إنزيم مهم للفيروس يسمى بروتييز، فيما يعمل عقار ريتونافير على زيادة انتشار الدواء الأول في الجسم.
*
اضافة التعليق