هل تصمد ادعاءات وزارة النفط أمام الانهيار المستمر للأسعار ؟

بغداد- العراق اليوم:

تحت ضغط الشارع والمختصين والنواب والساسة المتابعين للشأن النفطي، اضطرت وزارة النفط لإصدار توضيح، أدعت فيه انها تلعب دور الوسيط بين الدول المنتجة، وأنها تتواصل مع اعضاء الاوبك والدول التي خارجها لاحتواء الأزمة الكبيرة التي سببها الخلاف السعودي - الروسي، والتي أتت على أسعار النفط الى أرقام غير مسبوقة، مما وضع العراق على حافة الانهيار الاقتصادي الوشيك.

وبحسب مصادر مطلعة، فأن " الوفد العراقي الذي شارك في اجتماعات أوبك، لم يكن له أي دور لتمثيل العراق بما يناسب وضعه الانتاجي، وحجمه المؤثر في الأسواق العالمية، وأن السعودية استأثرت بالمفاوضات واقصت العراق بإمتياز، الامر الذي  اثار ردود افعال عراقية غاضبة، دعت لمساءلة وزارة النفط ووزيرها الغضبان الذي لم يشترك في هذا الاجتماع ( .......)! وأوفد بديلاً عنه".

وبحسب ادعاءات وزارة النفط المنشورة في الوكالات والصحف، فإنها " تقول أن الوزير الغضبان يقود مفاوضات نجحت في تقريب وجهات النظر بين الاطراف المعنية، لتحسين التعامل مع تراجع الطلب داخل الاوبك وخارجها، وهذا ما لم يلحظه احد لغاية الان، ولم يلمس السوق النفطي اي انعكاس لهذا التحرك إن كان صحيحاً".

وبحسب ادعاءات الوزارة، فأن " العراق لعب دوراً في تقريب وجهات النظر هذه، لكن كبريات وسائل الاعلام المهتمة بالشأن النفطي، والتقاطع الاخير الذي حدث بين السعودية وروسيا، وأثر بشكل جدي على الاسعار، لم تفرد أي اخبار او اهتمام لوساطة العراق (المزعومة)، ولم تغطها كما تفعل في العادة في متابعة ملفات حساسة مثل هذه".

خاصة وإن إعلام العالم كله اليوم يتابع ويتفاعل وينتظر  أية معلومة تأتي في هذا السياق، فموضوعة النفط واسعاره لا تخص دول أوبك فحسب إنما تخص دول العالم كله، لذا فإن من الطبيعي أن يتابع الإعلام أية شاردة أو واردة حوله، فلماذا يغفل هذا الإعلام معلومة بحجم (تقارب وجهات النظر المتباعدة) ؟!

كما يورد التقرير الذي بثته "النفط"،  أن " هناك اجتماعاً لوزراء الأوبك سيعقد، دون أن يحدد موعده، ومكانه، وتأثيره، ومدى فائدته، سيما وأن العراق يعيش الأن أزمة خانقة بسبب الانخفاض غير الملحوظ في اسعار النفط، وفشل وزارة النفط خلال عام واكثر من ايجاد ستراتيجية واضحة لغرض حفظ مصالح البلاد من هذه الارتدادات القوية للاسواق النفطية".

وبحسب خبراء مختصين في النفط، فأن " مثل هذا الايضاح الذي بثته الوزارة أمس انما هو يأتي من باب تسجيل المواقف الداخلية فحسب، ولن يكون له أي تأثير على الوضع في الخارج، فالعراق لا يزال للأسف اضعف الحلقات المؤثرة في القرار النفطي الحاسم، والتي تؤثر على مستقبله، ووضعه كدولة وشعب".

علق هنا