بغداد- العراق اليوم: بدت التحركات الأمريكية العسكرية منها على وجه التحديد، حازمة وغير مسبوقة، وبدأ المحللون يلمسون تغييراً في طريقة التعاطي الأمريكي مع الملف العراق الساخن، أذ لم تتوقف الولايات المتحدة الأمريكية للحظة واحدة عن الرد بوسائل عنيفة ومدمرة على أية هجمات تتعرض لها من قبل فصائل ( محسوبة أو مدعومة من إيران)، ولكنها أيضاً في ذات الوقت تقود بحسب مصادر مطلعة جهوداً سياسية لغرض تقويض النفوذ الايراني الذي تراه تفشى بشكل كبير خلال حكومة عبد المهدي المُستقيلة. وبحسب المصادر، فأن " الضربات الامريكية، أقلقت القوى السياسية الحاكمة، لاسيما الشيعية منها حول تبدل بوصلة التحالفات الامريكية، وأمكانية أن تقوم امريكا بعزل هذه القوى عن العمل السياسي بالقوة، أو تحييدها أن استمر عجزها عن احتواء الجماعات المسلحة التي تستفز الوجود الأمريكي بشكل علني". هذه المعلومات والتسريبات، دفعت بالحكومة العراقية الحالية لاتخاذ خطوات بطيئة في إطار تفادي المزيد من التصعيد، أو لربما الترقب لما ستؤول اليه الأمور في الساعات القليلة المقبلة". فقد افاد مصدر عراقي امني ، بأن هناك انتشارا امنيا في العاصمة العراقية بغداد والمدن التي تعرضت فيها مواقع عسكرية تابعة للحشد الشعبي والجيش العراقي، لإعتداء اميركي. وقال المصدر ان "القوات الامنية انتشرت بشكل كثيف قرب السفارة الاميركية بالمنطقة الخضراء وفي المحافظات التي قصفت فيها عدد من المواقع". واكدت خلية الاعلام الامني في وقت سابق، انه في تمام الساعة الواحدة والربع فجر الخميس حصل اعتداء امريكي من خلال قصف جوي على مناطق جرف النصر، المسيب، النجف، الاسكندرية، وتحديداً على مقرات تابعة للحشد الشعبي وأفواج الطوارئ ومغاوير الفرقة التاسعة عشر للجيش العراقي. وفي إطار الردود السياسية على القصف الامريكي لمقار وقواعد تابعة للجيش والشرطة الاتحادية وبعض مواقع الحشد الشعبي، أدانت قوى سياسية شيعية هذه الهجمات، لكنها لم تتردد في ادانة أي اعمال استفزازية، في اشارةً منها الى بعض ما تقوم به الجماعات من اعمال قصف واستهداف لبعض القواعد الامريكية المنتشرة في البلاد. في ملف ذي صلة، أكد النائب عن تحالف الفتح مهدي امرلي، أن الولايات المتحدة الأمريكية تستغل انشغال الكتل السياسية بملف رئاسة الوزراء العراقي وتتحرك لبناء مطار عسكري في الانبار. وقال امرلي إن “القوات الأمريكية تتحرك في الوقت الحالي لبناء مطار عسكري لها في الانبار مستغلة انشغال الكتل السياسية وانقسامها بملف رئاسة الوزراء”، لافتا إلى إن “التحركات الأمريكية الأخيرة لن تحصل بموافقة الحكومة العراقية وعلمها”.
وأضاف أن “القوات الأمريكية تعمل في الوقت الحالي على إثارة الفتنة عبر ضرب مواقع تابعة لها داخل العراق لتحقيق البقاء العسكري”، مبينا أن “أمريكا تحاول من تلك التصرفات استفزاز الحشد الشعبي وجره للصدام معها لتحقيق ضرب مواقع الحشد مجددا” بحسب زعمه.
*
اضافة التعليق