بغداد- العراق اليوم: انتقد خبير نفطي عراقي، السياسة النفطية العراقية الراهنة، ولاسيما سياسة التسويق وتحديد الاسعار المتبعة، مؤكداً ان " العراق يفتقر بشكل واضح لسياسة نفطية مستقلة، وأنه لم يأخذ موقعه المؤثر كعضو كبير وفاعل في منظمة أوبك، بل أنه لا يزال تبعاً لسياسات دول نفطية منافسة"، مشيراً الى أن " هذا الأمر مرده للأسف الى غياب الكفاءات الوطنية النفطية العاملة في قطاع التسويق، وأن شركة "سومو" لا تزال تدار بسياسة ارتجالية، ولا تمتلك استراتيجية واضحة خاصة بها. وقال الخبير في حديث صحفي، أن " من يراقب اداء هذه المؤسسة في الاجتماع الاخير الذي عقد في منظمة أوبك، سيكتشف ان العراق لم يكن فاعلاً في الاجتماعات بشكل يناسب حجمه وقدراته، وأن السعودية كانت المهمين على كل الاجتماعات، بل وقادت المفاوضات مع الجانب الروسي لوحدها، ولم تسمح للعراق بالمشاركة في مثل هذه الاجتماعات". وأضاف " كما أن العراق لم يضع سياسة سعرية خاصة به، وأنه يعتمد على سياسات التسعير الذي تقوم به السعودية، كما تبين الوثائق والنشرات الصادرة، ولذا فأن العراق يخسر الكثير من قدراته المؤثرة في أسواق النفط العالمية". وبين أن " مشاركة العراق بأشخاص ليسوا من المختصين في مجال التسويق في اجتماعات أوبك، أنما يضيع على العراق فرصاً كبيراً، لاسيما وأن الاسعار بدأت بالتهاوي، مما يضع البلاد على حافة الهاوية، حيث يعتمد العراق على النفط بنسبة تتجاوز الـ 95% في موارده واقتصاده". ولفت الخبير الى أن " لا معالجات واضحة لدى وزارة النفط العراقية، ولا شركة سومو في هذا التراجع الكبير لإسعار النفط في الاسواق العالمية، وان غياب الوزير عن اجتماع مثل هذا يشكل علامة استفهام كبيرة، لاسيما ان الشخصية التي مثلت العراق لم تكن مؤهلة لقيادة تفاوض مع الدول الكبرى المنتجة ". وانتقد أيضاً، غياب " لجنة تحديد الأسعار في شركة سومو، والتي يجب أن تراعي الظروف الداخلية والانتاجية للعراق، لا أن تعتمد على نشرات الاسعار السعودية التي تصدر، لتقوم هي بعد ذلك بتحديد اسعار البترول، دون النظر الى الفارق الكبير بين شركة آرامكو السعودية التي تعتبر من عمالقة شركات النفط العالمية، وتمتلك رؤية وسترايتجية خاصة بها، فيما لا يزال العراق يعاني من غياب أية ستراييجية نفطية حقيقية مع أنه البلد الثاني على مستوى الانتاج في أوبك ".
*
اضافة التعليق