بغداد- العراق اليوم:
الحزب الشيوعي العراقي ورمزية النضال الوطني..
بقلم الفريق الركن / احمد عبادي الساعدي
منذ إنبثاق الحزب الشيوعي العراقي وهو يعتنق الخط الوطني، ويسير قدماً في منهج الخدمة الوطنية دون ان يفكر بالمصالح الذاتية، حيث كان وسيبقى أيقونة النضال على مر الزمان. في عقد السبعينات من القرن الماضي، وأعمارنا صغيرة، كنا نشاهد ثلة من زملائنا الطلاب يقومون بتنظيف المدرسة وزرع حديقتها بكل أنواع الزهور والاهتمام بكل مرافق المدرسة بشكل طوعي. واذا تحدثت معهم تجد نفسك فقيرا ثقافيا أمامهم وعاجزاً ميدانياً عن مايقدمونه من أعمال، وحين كنا نسالهم عن هذه الروحية الوطنية التي يتحلون بها، يقولون لنا انهم شباب الحزب الشيوعي.. لقد وجدنا تلك الممارسة جزءا من ثقافتهم الوطنية - وأقصد ثقافة المحافظة على بيوت ومؤسسات العلم، وممتلكات الصالح العام. فكان المشهد رائعاً، يرسم بذهنية الطالب، السلوك المنضبط المقرون بنكران ذات، والممنهج بنمطية عالية في الإنسانية، وقد تعلمنا منها جمال وروعة الخدمة الوطنية مهما كان نوعها، وسيكون الإحساس أجمل وأرقى حين تكون الخدمة بلا ثمن. هكذا هو الحزب الشيوعي، مثل فلاح يزرع البذور، ويحصد ثمارها حباً وتضحية لاجل سعادة الشعب، وبناء الوطن بروحية النضال والتضحية بكل الطاقات والإمكانات، من أجل "وطن حر وشعب سعيد" مكفول بالحريات وسيادة القانون التام على جميع مفاصل الحياة. لقد إنبثق الحزب من رحم معاناة ومأساة وآهات المحرمين من أبناء الطبقة الكادحة والفقيرة، إذ تمثل الحزب لهم بذلك الضوء المنقذ، وهو كذلك فعلاً، فكانت ولازالت كوادر الحزب تقدم العطاء الدائم وتبذل ارواحها في مواجهة مقاصل الظالمين، كادراً بعد كادر، ومناضلاً تلو الاخر، وشعارهم يصدح بالنفوس " نموت نموت ويحيا الوطن". نحن نفخر بالحزب الشيوعي العراقي لأسباب عديدة، منها، ان هذا الحزب عمل بمثابرة وجهود عالية ومميزة عبر تقديم نماذج راقية تولت بعض مواقع المسؤولية في الدولة، فعرفت بنزاهتها، ونصاعة يدها. ولعل من اسرار قوة الحزب الشيوعي العراقي، انه تبنى ثلاثة مرتكزات قوية الاولى، ان الحزب مثل الطيف الواسع من الطبقة الكادحة، وقد عاش المعاناة التي يعيشها المواطن العراقي الفقير، فكان حزبا للجماهير الشعبية دون اعتراض، حيث عاش معهم وبين صفوفهم، ولم يكن يوماً حزبا فوق الطبقة المحرومة، بل كان ولم يزل جزء من المحرومين. والثاني انه لم تتلطخ ايادي مناضليه بالدم العراقي، ولم تتلوث بسرقة المال العام، كما لم يعمل بحساب المنافع الذاتية قط، فعطاء الكوادر الحزبية وتضحياتهم جزء من رمزيتهم الوجودية والنضالية. أما المرتكز الثالث: فقد عمل الحزب بشكل دؤوب على الارتقاء بثقافة كوادره، وجماهيره وأنصاره، وهذا ما يتميز به الحزب عن بقية الاحزاب الاخرى الموجودة بالساحة العراقية، ودائما ما يشار الى عناصر الحزب الشيوعي بالثقافة، والسمو الأخلاقي والانساني..
*
اضافة التعليق