اغلاق قناة دجلة الفضائية: التنفيذ أردني والقرار عراقي !

بغداد- العراق اليوم:

أدانت جهات اعلامية ومؤسسات صحافية، وصحافيون وكتاب عراقيون، قرار الحكومة الأردنية بأيقاف البث الفضائي لقناة دجلة لمدة شهر كامل، والتي تتخذ من العاصمة الأردنية عمان مقراً رئيساً لها، مؤكدين أن مثل هذا القرار، انما يأتي في إطار سياسة تكميم الأفواه، ومصادرة الرأي الأخر، ومحاسبة لقناة عراقية على آراء تقوم بنقلها من الشارع المحتج في مدن وسط وجنوب البلاد.

وعلقت السلطات الأردنية، أمس الأثنين، رخصة البث الممنوحة لقناة دجلة الفضائية والعائدة لشركة دجلة للبث الفضائي التي يملكها السياسي ورجل الأعمال العراقي المعروف جمال الكربولي، الذي يتزعم حزب الحل الوطني في العراق.

وقالت رابطة الصحافة والاعلام العراقية في بيان، أن " تعليق البث لهذه القناة وعلى الرغم من صدوره من هيئة الاعلام الاردنية، الا أننا نعتقد أنه قرار عراقي جاء بضغط من الحكومة المستقيلة على خلفية تغطية هذه القناة للتظاهرات الشعبية المنددة بالفساد والفشل السياسي".

وأشارت "على الرغم من اختلافنا مع بعض ما تطرحه القناة من اجندة، تخلط فيها العمل السياسي مع العمل الاعلامي المهني، وتحفظنا على بعض ما تنتهجه القناة من خطاب يعكس صوت الجهة الممولة بشكل واضح، الا أننا في ذات الوقت ندين هذا التضييق على وسائل الاعلام المختلفة، وتوظيف السلطة والنفوذ الداخلي والخارجي من إجل اسكات الأصوات المناوئة للحكومة".

فيما رأى الاعلامي مازن محمد، أن " قرار ايقاف قناة دجلة، يعكس بشكل واضح قلق الحكومة الحالية من دور وسائل الاعلام في نقل ما يجري على الأراضي العراقية، ويعكس للأٍسف ايضاَ رغبة حكومية لاسكات الأصوات المخالفة لتوجهاتها".

واشار الى أن " القرار الإردني بتعليق بث القناة لشهر واحد، هو مناورة أردنية واضحة،خاصة ان مالك القناة (جمال الكربولي) هو رجل أعمال نافذ في الأردن، ولديه إستثمارات مالية كبيرة هناك ولايمكن للحكومة الاردنية أن تخسر إستثماراته لديها، لكنها بذات الوقت تجامل الحكومة الحالية في العراق، وتعتقد أن مدة الشهر ستنهي الحرج الذي تشعر به، وأيضاً هو كاف لرحيل حكومة عبد المهدي ومجيء حكومة جديدة قد تنتهي التعليق الأردني للقناة العراقية".

من جانبه، قال النـاشـط المـدنـي مـشـرق الفريـجـي ،اليوم الثلاثاء، ان قناة دجلة (صوت الشعب) دفعت ثمن دعمها للاحتجاجات الشعبية، بعد قرار ايقاف القناة لمدة شهر.

وحذر الفريجي، من وجود تصعيد خطير يهدف الى شق صف المتظاهرين، وماحدث بالناصرية يوم امس زاد من اصرارهم على الاستمرار، مؤكداً استمرار الاحتجاجات رغم القمع والاختطاف لغاية نيل الحقوق.

بدورنا اذ ندين مثل القرار المتعسف تجاه الإعلام المستقل، فأننا نذكر بتحفظنا أيضاً على بعض جزئيات خطاب هذه القناة، الا أننا ندعو لاحترام استقلالية الاعلام ووسائل البث كما نص الدستور العراقي، وأن تتوقف أي سلطة عن عملية التضييق ومطاردة وسائل الاعلام لمجرد أنها تعتقد أن لديها خطاباً لا يعجبها ولا يتماشى مع ما تريده هي، لا ما يفرضه الواقع، ويفرضه الضمير المهني.

علق هنا