بغداد- العراق اليوم:
احمد عبد السادة
في ثالث ايام التظاهرات الموافق 3/ 10/ 2019 وأثناء حظر التجوال في بغداد، ظهر الإعلامي الكردي الانفصالي هيوا عثمان في قناة “العربية – الحدث” السعودية (ببث مباشر من بغداد!!) وهو يؤجج الأوضاع ويحرض على استمرار ما أسماها “الانتفاضة”!!. في بداية كلامه مع مذيعة “العربية – الحدث” نجوى قاسم قال هيوا: لقد أرسلت لكم مجموعة من الفيديوهات عن التظاهر لماذا لم تبثوها؟ فأجابته نجوى قاسم وهي تبتسم بحرج: بلا فضايح!! نحن نبثها تباعاً!!. يبدو أن هيوا هنا قد فضح تعاوناً أرادته القناة أن يكون سرياً!!. وهنا نتساءل: ما الذي يجعل إعلامياً إنفصالياً كهيوا عثمان مهتماً بتظاهرات “عراقية شعبية” تطالب بحقوق مشروعة في حين أنه رفض أن يكون عراقياً أصلاً من خلال تأييده لاستفتاء الانفصال ومشاركته فيه؟! ولماذا يأتي إلى بغداد ويصور فيديوهات عن التظاهرات ويرسلها لقناة سعودية معادية للعراق في حين أنه كان يصاب بالخرس ويبتلع لسانه حين تنطلق تظاهرات في أربيل والسليمانية ضد فساد واستبداد عائلتي البارزاني والطالباني؟! لم يكن “الحس الوطني” بالتأكيد هو السبب الذي جاء بهيوا عثمان إلى بغداد للمشاركة بتظاهرات الفقراء المشروعة لأنه أصلاً لا يملك حساً وطنياً بسبب عدم قناعته بوطن اسمه العراق، ولم يكن السبب أيضاً هو تضامن هيوا مع فقراء العراق لأن هيوا جزء من منظومة الفساد التي نهبت أموال العراق، فهو حصل على قطعتي أرض في بغداد (في حي القادسية وحي اليرموك) بدون وجه حق عندما كان مستشاراً إعلامياً لدى الرئيس العراقي الأسبق الراحل جلال الطالباني لا لشيء إلا لكونه ابن السياسي الكردي محمود عثمان، فضلاً عن تعيينه سابقاً عضواً في مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي (بدرجة وكيل وزير) ليستحوذ على الرواتب المليونية والامتيازات بشكل مخالف للقانون رغم عدم امتلاكه لشهادة البكالوريوس بل رغم عدم امتلاكه لشهادة الإعدادية أصلاً قبل طرده بسبب مشاركته في استفتاء الانفصال. وهو الآن مترف ويعيش في أربيل ببيت واسع ومزرعة كبيرة اشتراهما من الأموال التي نهبها من حقوق فقراء العراق. ما هو إذن السبب الذي دفع هيوا للمجيء إلى بغداد والاندساس وسط التظاهرات؟! الجواب على هذا السؤال ينطلق من معرفة الدور الإعلامي المشبوه الذي لعبه هيوا طوال السنوات السابقة، فهيوا (الحاصل على الجنسية البريطانية) هو في الحقيقة أحد الإعلاميين المرتبطين بجهاز المخابرات الأمريكية، وهناك معلومات تشير إلى ارتباطه بالموساد الإسرائيلي أيضاً من منطلق أن أباه محمود عثمان كان عراب العلاقات الكردية الإسرائيلية وكان المنسق والمترجم بين الملا مصطفى البارزاني وبين المسؤولين الإسرائيليين في ستينيات القرن الماضي. كما أن هيوا كان وما زال أحد مسؤولي (معهد الحرب والسلام البريطاني) المشبوه في العراق، ولعب دوراً كبيراً (هو وصديقه المستكرد سرمد الطائي) باستدراج و”تجنيد” العديد من المدونين والإعلاميين العراقيين المرتزقة للعمل في المعهد وخدمة أهدافه وأجنداته المشبوهة. وبالتالي فإن هيوا “اندس” وسط التظاهرات (بصحبة فريق إعلامي كامل هو يقوده حسب المعلومات) لنقل صورة “مغلوطة” للتظاهرات ولالتقاط صور وتسجيل فيديوهات هدفها التحريض والتأجيج والتأزيم وإرسالها إلى قنوات فضائية ومواقع ووكالات عراقية وعربية وأجنبية مسمومة ومعادية للعراق واستقراره. وقد نشر هيوا كذلك بعض الفيديوهات التي يتحدث فيها وسط التظاهرات في صفحته بالفيس بوك. أكشف هذه التفاصيل من منطلق حرصي على التظاهرات الشعبية المطلبية السلمية و”نقائها” والتحذير من “المندسين” وسطها أمثال هيوا عثمان، وأيضاً من منطلق المسؤولية الأخلاقية التي تتمثل بفضح كل المحرضين والفاسدين والمشبوهين الذين يحاولون ركوب موجة التظاهرات وتشويهها وتحريف مطاليبها المحقة والمتاجرة بدماء شهدائها الأبرياء.
*
اضافة التعليق