بغداد- العراق اليوم: سليم الحسني
حكومة عادل عبد المهدي هي الأنسب للكتل السياسية الشيعية والسنية والكردية، وهي أفضل ما يريده زعماء هذه الكتل. فالرجل ضعيف باختياره، لا يعترض ولا يرفض ولا يناقش، وبهذا المنهج فانه واثق من إتمام ولايته بسنواتها الأربع، وقد ينال الثانية. ولأنه كذلك فقد نال قبول الدول الإقليمية، رغم ما بينها من خصومات وعداء وتنافس، وهو قريب من أهم قطبين متصارعين في المنطقة: إيران ومحورها، وأميركا ومحورها، بما في ذلك إسرائيل التي أثبت لها أنه الرجل الضعيف الذي لا تتحرك كرامته على انتهاكها سيادة بلده. عادل عبد المهدي، نعمة جاد بها الذين جاءوا به، على الكتل السياسية، وعلى أرباب الفساد، وعلى أصحاب المشاريع التخريبية، لقد استخرجوه من عزلته، فأزالوا عنه تراب النسيان، وأعادوه الى الواجهة رئيساً لا يحتاج الى تشكيل الكتلة الأكبر. والذين رشحوه كانوا يرجون من وراء ذلك، ان يتحكموا به، فذلك هاجسهم الذي نما فجأة وتضخم بعد سنوات طويلة من الخوف والصمت والإنزواء. لقد كان عادل لهم النموذج المثالي الذي يتمنون أن يكون الجميع على شاكلته في الضعف والانسحاق والسمع والطاعة. مع أيامه الأولى كانت الصورة واضحة، لقد تلكأ في تشكيل الحكومة. اخترع كذبة البوابة الالكترونية، ولم يخجل منها حين افتضح أمرها، واشتهر بين الخلق أنه يطيع الكتل السياسية، ويمتثل أوامرها في اختيار وزرائه. شاع الفشل في حكومته، وبدأت أركان الدولة تتهاوى بسرعة، وتمزقت هيبتها حتى شوهدت مزقها تدوسها الأقدام، وعادل عبد المهدي لا يكترث ولا يظهر عليه الانزعاج، لدرجة أن السعوديين اختاروا له اسماً غير اسم أبيه، فاحنى لهم رأسه بالقبول. سمع الصُمّ من الناس بفشل الحكومة، ونطق البُكم بخيبتها، لكن أصحاب الشأن لم يظهر عليهم الاعتراض، إنما لجأوا الى استعراضات دعائية للحصول على المزيد من المكاسب. عادل عبد المهدي، الخيار الأفضل الذي لا يتنازل عنه الذين رشحوه، والذين صوتوا له، والذين دعموه. سيكمل دورته الأولى. وسيجدون مبرراً لولاية ثانية، فهذا البلد متخم بالثروات، ومع رئيس الوزراء هذا يمكن أن تمتلئ الحسابات الشخصية ببساطة وسهولة ومن دون رقيب.
فهل يوجد بديل أفضل منه؟
*
اضافة التعليق