بغداد- العراق اليوم: الفريق الركن/ احمد عبادي الساعدي
لم يعد الخرق الاسرائيلي للسيادة الوطنية العراقية امرا سريا بل بات من القضايا العادية التي بدا العراقيون يتعاطون معها كلما سمعوا او قراوا بيانا يتضمن عدوانا جديدا على قاعدة او معسكر للحشد الشعبي . يحاول البعض تصوير المسالة وكانها قضية بين حشد شعبي والصهيونية متناسين ان القضية ابعد من ذلك حيث تتعلق بكرامة امة وتاريخ صراع طويل يمتد من باب خيبر مرورا بمعارك تشرين عام 1973 وانتهاءا بالانتصار التاريخي للمقاومة على المشروع الصهيوني عام 2006 في لبنان . ان اهداف الحركة الصهيونية تكمن بتقويض قوة الحشد الشعبي والتي تشكل هاجسا مرعبا لهذا الكيان الغاصب بعد غياب العرب والقوة العربية وقد اصبح التطبيع مع الكيان علنيا وغير مخجل عند العرب تاركين خلفهم قضيتهم المركزية فلسطين وشعبها وحيدا في ساحة الصراع مع اسرائيل . ان ظهور قوات الحشد الشعبي قوة للعرب والعروبة النقية التي تستعيد وهج الهوية الاسلامية وشرف الامة التي قامت بالاسلام ودحت باب خيبر وفتحت عهدا جديدا من الوعي بقضايا الامة وحريتها وكرامتها . اننا مدركون تماما ان ليس لدى العراق الان القدرة على ردع العدوان عسكريا ولكن لدى العراق خيارات اخرى يمكنه من خلالها التعاطي مع العدوان بما يردع العدو من التمادي والتطاول , ومن يظن اننا غير قادرين على المواجهة عسكريا صائب لكن يخطا من يظن اننا لانستطيع ردع العدوان بالوسائل الاخرى وهي وسائل يخشاها الصهاينة.. من هذه الوسائل حرمان الشركات الاجنبية التي تتعامل مع الصهاينة للاستثمار داخل العراق او التعاقد في تنفيذ بعض المشاريع الاستراتيجية . ومنها ايضا تقديم شكوى لدى مجلس الامن الدولي على خلفية استنفاد الخيار الدبلوماسي لالقاء الحجة على مجلس الامن والتوجه الى الاستعداد للخيارات الصدامية في مرحلة لاحقة. ومنها ايضا تقديم دعوة لجلسة طارئة للجامعة العربية بتحمل مسؤولياتها العربية والقومية ازاء اسرائيل ودعوة بعض الدول المعروفة بعلاقاتها الاسرائيلية الى التوقف عن ذلك وسحب المبادرة العربية للتسوية مع اسرائيل التي ابرمت وتم الاتفاق عليها في قمة بيروت عام 1989. ومنها طلب اجتماع استثنائي لمؤتمر القمة الاسلامية بهدف صناعة موقف اسلامي شامل ازاء العدوان الاسرائيلي واعتبار الاجتماع ورقة ضغط مهمة في التفاوض مع الاطراف الدولية التي تمتلك رصيدا مهما من العلاقات الطويلة مع اسرائيل . دعوة الولايات المتحدة الامريكية الى تضمين الاتفاقية الستراتيجية معها لحماية السماء العراقية من الحرب واذا لم يحظ هذا الخيار بموافقة واشنطن فاننا ماضون باتجاه الغاء هذه الاتفاقية عبر مجلس النواب وعلى المجلس اصدار بيان ادانة موحد ازاء العدوان واعداد مشروع لاعادة النظر بالعلاقات العراقية – الامريكية .
*
اضافة التعليق