بغداد- العراق اليوم:
كشفت صحيفة “تايمز” البريطانية أن زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، يعاني من مرض مزمن، وهو ما دعاه إلى تسليم دفة حكم التنظيم المتطرف إلى أحد مساعديه.
“الترقية وغسل الأدمغة”
وقالت الصحيفة، في تقرير إن “البغدادي أمر بترقية الضابط السابق في عهد صدام حسين، عبد الله قرداش، الذي تسلل إلى صفوف المتطرفين أثناء غزو العراق في عام 2003”. وأوضحت الصحيفة أن “قرداش قضى سنوات في سجن بوكا في البصرة إلى جانب البغدادي، بعد أن قبص عليهما من قبل القوات الأميركية آنذاك”. وفي ذلك الوقت، تبلورت الأفكار المتطرفة في ذهن البغدادي حيث قام بغسل أدمغة مئات السجناء في محاولة إقناعهم بفكرة “الخلافة”، وعمل إلى جانبه قرداش منذ ذلك الحين. وتقول الصحيفة إن “بدايات البغدادي كانت من منبر مسجد النوري في الموصل في عام 2014 حيث أعلن ولادة “الخلافة” المزعومة، إلا أنه مع تصاعد حملة التحالف الدولي ضد التنظيم والإرهاب بشكل عام، في العراق وسوريا، تكبّد التنظيم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد”.
ظهور بلحية طويلة مُحنّاة
ويعتقد بحسب “تايمز”، أنه في ذلك الحين، أصيب البغدادي بالشلل إثر غارة جوية شنتها قوات التحالف في ايار 2017، إضافة إلى أنه يعاني من أمراض مثل السكري وارتفاع ضغط الدم. ونُشرت اللقطات الأولى له بعد خمس سنوات من ظهور التنظيم، في شهر نيسان المنصرم، حيث بدى هزيلاً بلحية طويلة محناة، مدعياً أنه في صحة جيدة. وتعتقد أجهزة المخابرات الدولية أن البغدادي يختبئ في محافظة الأنبار، في الصحراء الغربية للعراق. ومنذ تحرير مدينة الباغوز السورية التي كانت آخر معاقل داعش في آذار، تحول التنظيم الإرهابي إلى سياسة “الخلايا النائمة” في جميع أنحاء سوريا والعراق، بحسب الصحيفة. ويقول محللون للصحيفة، إن “البغدادي يختار خليفة لإدارة مشاريع إعادة الإعمار اللوجستية للتنظيم، بينما يركز على تنشيط الحماس بين صفوفه”، حيث يشير المحلل الأمني السابق لدى الحكومة العراقية فاضل أبو رغيف، إلى أن “البغدادي لا يتخلى عن منصبه. وقرداش لديه تفويض محدد للوجستيات والحركة”.
صانع السياسة الوحشي
ويضيف “هناك ثلاثة أسباب محتملة لقيام البغدادي بتفويض قائد آخر، وهي: إغلاق الثقوب والثغرات داخل التنظيم، أو الاتحاد مع قرداش، الذي يتمتع بشعبية بين أعضاء داعش الآخرين. أو ربما يحاول إعداد قرداش لقيادة داعش في المستقبل”. وقبل ترقيته، شغل قرداش منصب كبير المشرعين في داعش، وأصبح معروفاً بأنه صانع السياسة الوحشي، وأصبح شخصية بارزة داخل التنظيم، ويطلق عليه لقب “الأستاذ”. وكان قرداش أيضاً مقرباً من أبو علاء العفري، النائب السابق للبغدادي، الذي قتل في غارة جوية بطائرة هليكوبتر أمريكية في آذار 2016.
مهمة البدء من صفر جديد
وتقول “تايمز”، إنه سيتم تكليف قرداش بمهمة إعادة بناء داعش، بعد أن دمر بشكل شبه تام في جميع أنحاء العراق وسوريا على مدى السنوات القليلة الماضية، لكنه يواجه قيادة منقسمة، قد يرفض البعض رؤيته واستراتيجية. ومع انتشار أعضائه في السجون والمعتقلات عبر مساحة هائلة من الصحراء تمتد على طول حدود البلدين، حذرت قوات الأمن في جميع أنحاء المنطقة، من أن خلايا داعش المتبقية ما تزال منظمة بشكلٍ كافٍ لشن هجمات واسعة، ومستعدة للدخول في أي فراغ في السلطة. ويقول أبو رغيف: “لن تزداد الهجمات مع قيادة قرداش الجديدة، ولكنها ستكون أكثر دقةً، فلديهم الكثير من القوة على طول الأراضي الصحراوية الواسعة، على الرغم من انخفاض تمويلهم وعتادهم اللوجستي”.
*
اضافة التعليق