العمليات العسكرية بين الكلفة والتاثير

بغداد- العراق اليوم:

بقلم الفريق الركن احمد عبادي الساعدي

لاشك إن لكل قائد نهجه ورؤيته الخاصة لتحقيق المهمة التي تقع على عاتقة ، ويرسم الاهداف وفق تحديد الاولويات بحساب الكلفة والتاثير لكل عملية عسكرية تنفذها قطعاته ، واضعا نصب عينيه بالحصول على تحقيق الاهداف التي يتوخاها  . نرى بين الحين والاخر قيام قيادات العمليات ببعض الفعاليات العسكرية التعرضية ضمن قواطعهم متضمنه اهداف محدده وبجميع الاحوال لاتخلوا من الفائده بالرغم من النتائج سوا متدنيه او باهره ، التي غالبا ما تفقد أمنية العمليات بسبب الاعلام والمبكر  وحشد الجهود الذي يفضح المباغة والكتمان ناهيك عن استخبارت التنظيمات الإرهابية والخرق بين صفوف الأجهزة الامنية وهو الامر الخطير الذي مازال يفتك بأجهزتنا الامنية وسرية عملياتها ، بكل الأحوال تبقى الحاجة دائما الى تقييم العمليات ونتائجها وحساب كلفتها وتاثيراتها على العدو ، وهنا لاأريد  الخوض بالعمليات العسكرية وأمنها  ضمن الحروب النظاميه فان لها تخطيطها وتعبئتها الخاصه ، لكن ما اريد ان اعرج عليه هو العمليات العسكرية بمكافحة الارهاب فقط . اصبح العالم جميعا يعاني من العدو المجهول وهم الجماعات الارهابية واجرامها وتاثيراتها على الامن العام ولهذا تشترك كل اجهزة العالم الاستخبارية والعسكرية بالحرب ضد ذلك العدو ، وبلادنا اصبح ساحة الصراع الكبرى بالحرب ضد الارهاب العالمي ،ومن خلال التعامل مع هذا العدو كسب جيشنا واجهزتنا الامنية الاخرى خبرة مميزة عن ماهية هذا الحرب وطبيعتها واسلوب ادارتها منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا ، مازال صراعنا مع تلك الجماعات لن ينتهي ، لربما مايحصل الآن هو هدوء نسبي وفقاً لتقديراتنا بعد ان تم تحرير  اغلب المدن العراقية من دنس الارهابين بكل المسميات  ، ولكن تبقى مرحلة التطهير والتنظيف والملاحقة هي من اصعب المراحل التي تحتاج الى تظافر الجهود من الجميع ، كون العدو الارهابي يستهدف العراق والانسان العراقي بغض النظر عن الانتماء المناطقي والعرقي والطائفي ، حيث يسعى الارهاب لتدمير بلد باكمله وغايته ان يعود بنا الى العصور المظلمة وبدعم واسناد من الصهيونية العالمية ، اتخذ الارهابيون في الوقت الحاضر ماوئ لهم ضمن بعض القصبات والقرى والبساتين والوديان والصحارى البعيدة عن انظار الاجهزة الامنية ، وبسبب الخناق والمراقبة عليه قام بتغيير تكتيكاته وإيجاد  مقرات مخفيه تسهل من اعماله العدوانية ، وبعد ذلك الانهيار والهزيمة التي تكبدها ، يحاول مجددًا للقيام ببعض الاعمال العدونية لاجل اثبات الوجود والحصول على صدى اعلامي ورفع معنويات عناصره المنهاره . لربما تكون عمليات التفتيش والملاحقة التي تقوم بها القطعات في اغلب القواطع تحقق بعض النتائج المقبولة ولكنها تسقط عند وضعها في ميزان حساب الكلفه والتاثير، ما نحتاجه اليوم هو القيام بعمليات نوعية ذات تاثير كبير واقل كلفة وبكتمان عالي جدا ، ومثل هكذا عمليات تحتاج الى قطعات متخصصه ومدربة ومجهزه بشكل جيد وتتمع بالمعنويات العالية والارادة على القتال ، حيث بإمكان  كل قائد ميداني يقوم بتشكيل تلك القوة من مواردة الخاصة،  بشرط ان يشرف شخصياً على اعداد تلك القوة المنتخبه،  ونعتقد ان ذلك الامر سوف يحقق افضل النتائج المرجوه ، مع ضرورة ابداع القائد وشجاعته في اتخاذ القرار  وروح المبادرة وكفاءة منظوماته  الاستخباراتية ووقت ومكان استخدام هذه القوة ، وخير مثال العمليات النوعية المشهودة بالاعمال البطوليه لجهاز مكافحة الارهاب نجدها دائما تحقق اهدافها باقل ما يمكن من القطعات والكلفة ولكن نتائج التاثير باهره ومميزه ، لربما يتسائل البعض لماذا تكون النتائج دائما ايجابية لدى جهاز مكافحة الارهاب ، علما الجندي العراقي هو واحد سواء كان هنا وهناك، يمكن القول  ببساطة ان الفرق  هو الاعداد والتدريب والتسليح الجيد مع الاهتمام بالجانب المعنوي للمقاتل بجهاز مكافحة الارهاب مع وجود حرص بمتابعة شؤون المقاتلين لدى اغلب الامرين بينما نجد المقاتلين بالوحدات العسكرية يعانون من الاهمال وقلة الاهتمام بهم مما تتدنت معنوياتهم وينعكس ذلك سلباً على الاداء القتالي ، ذات مرة علمني احد القادة القدامى عندما كنت برتبة صغيره قال لي ابني الجندي الموجود لديك مثل البستان كلما ترعاه بجميع جوانبه سوف يعطيك ثمرة  ناضجة وطيبة وانتاج راقي النوعية والمستوى وبعد التجربة العسكرية التي خضناها وجدت القيادة التي تهتم بالقطعات وشؤونهم تحصل على افضل النتائج بالميدان اذن نحتاج الان في ظل مرحلة التطهير والملاحقة ان نعتمد على الاسس التالية  " معلومات استخبارية دقيقة جدا - تخطيط ناجح للعمليات -

اختيار قطعات مدربة ومجهزه بشكل جيد ذات معنويات عالية وارادة على القتال - وادارة سليمة وناضجه وحريصه " لو وضع كل قائد او امراً تلك الاسس امام نصب عينه وترجمها للواقع العملي لحصل على افضل النتائج العسكرية ذات التاثير الكبير على الارهابين . لربما يطرح بعض الاخوان القادة ويقول القطعات الماسكة للارض تختلف عن تلك المحررة لهذا الغرض اني اتفق معكم بهذا ولكن القائد الناجح لذي يبحث دائما عن وسائل رفع القدرات القتاليةوالمعنوية  ولايسمح ان ينسل الضمور والركود بين القطعات وبالتالي تصبح عديمة الفائدة وهنالك وسائل كثيرة مع ابداع وفن القائد الميداني  ان فعلها واتمنى ان تكون اغلب عملياتنا العسكرية باقل كلفة من الجهد مع اكبر تاثير على العدو

علق هنا