بغداد- العراق اليوم:
أعلنت إيران الأحد أن ناقلة النفط التي احتجزها الحرس الثوري في الخليج لتهريبها الوقود هي سفينة عراقية. وأكد قائد المنطقة الثانية في القوات البحرية للحرس الثوري رمضان زيراهي، أن "السفينة أوقفت قرب جزيرة فارسي، وعلى متنها سبعة بحارة أجانب". وأفاد بأن "السفينة كانت تأخذ المحروقات من سفن أخرى وتنقلها لدول عربية في الخليج". وأشار إلى أن السفينة كانت تحمل سبعمئة ألف لتر من الوقود المهرب، وتم توجیهها إلى محافظة بوشهر (جنوب) قبل تسلیم وقودها إلی الشرکة الوطنیة لتوزیعه في المحافظة. لكن مراسل العراق اليوم أفاد بأن وزارة النفط العراقية نفت أي علاقة لها بالسفينة المحتجزة، وقالت إنها لا تستخدم ناقلات بذلك الحجم. وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن الأحد أنه أوقف سفينة أجنبية في المياه الخليجية بتهمة تهريب الوقود واحتجز طاقمها، وأضاف أن السفينة كانت قريبة من جزيرة فارسي الإيرانية قرب الحدود مع السعودية؛ وهي سفينة النفط الأجنبية الثالثة التي تحتجزها إيران خلال شهر. وذكر الحرس الثوري أن قواته البحرية قد اعتقلت بموجب مذكرة قضائية جميع أفراد طاقم السفينة الأجانب، وعددهم سبعة من جنسيات متعددة. وأوضح مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز أن سبب نقل السفينة إلى ميناء "بندر عباس" هو وجود المحكمة المكلفة بمثل هذه القضايا في هذه المدينة، فضلا عن وجود مركز لرصد مياه الخليج في المدينة نفسها. وكانت إيران احتجزت في 18 يوليو/تموز الماضي ناقلة نفط سويدية تحمل العلم البريطاني في مضيق هرمز، بزعم أنها انتهكت قواعد الملاحة، وذلك بعد أيام من احتجاز سلطات جبل طارق التابعة للتاج البريطاني سفينة نفط إيرانية بتهمة نقل النفط إلى سوريا، منتهكة بذلك الحظر النفطي الأوروبي على نظام دمشق. وفي 14 يوليو/تموز الماضي، احتجزت إيران ناقلة نفط ترفع علم بنما بتهمة تهريب الوقود، قبل أن يتم الإفراج عن طاقم الناقلة وهم من الجنسية الهندية.
تهريب الوقود وقال مدير مكتب الجزيرة في طهران إن إيران تقوم بعمليات كبيرة لمحاربة تهريب الوقود عند حدودها البرية والبحرية، وذلك بالنظر إلى وجود مافيات لتهريب الوقود بسبب أسعارها المتدنية داخل إيران، وهو ما يكبد طهران خسائر كبيرة. وأشار مدير مكتب الجزيرة إلى أن قضية تهريب الوقود إلى الخارج ليست بالأمر الجديد، ولكن الأمر يكتسي حساسية في الظرفية الحالية في ظل التوترات في مياه الخليج بين طهران من جهة، وأميركا وبعض الدول الأوروبية من جهة أخرى. ونتيجة لعدد من الهجمات على ناقلات النفط في شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضيين في مياه الخليج، أعلنت أميركا عزمها بناء تحالف عسكري لتأمين الملاحة في مضيق هرمز وبحر عمان، وهو ما رفضته طهران وقابلته الدول الأوروبية بمواقف متباينة بين مؤيدة ورافضة للانضمام إليه. وعلى صعيد متصل نفت وزارة النفط العراقية علاقتها بناقلة النفط التي احتجزتها إيران في الخليج بزعم تهريبها الوقود، وأكدت أن الناقلة ليست عراقية. وقال المتحدث باسم الوزارة، عاصم جهاد، إن الأخيرة لا تقوم بتصدير زيت الغاز إلى الأسواق العالمية، وإنما يقتصر التصدير على النفط الخام والمنتجات النفطية المعلنة، وفق السياقات والآليات والضوابط المتعارف عليها عالمياً. وأضاف جهاد أن الجهات المعنية تقوم بجمع المعلومات عن الناقلة المحتجزة، مؤكداً أنها من الناقلات الصغيرة التي لا تتعامل بها وزارة النفط في عملية تسويق النفط والمنتجات النفطية. وفي وقت سابق، ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن إيران قالت، الأحد، إن ناقلة النفط التي احتجزها الحرس الثوري في الخليج لتهريبها الوقود هي سفينة عراقية. ونقلت الوكالة الرسمية عن الحرس الثوري الإيراني قوله، إن "ناقلة النفط التي احتجزت يوم الأربعاء لتهريبها الوقود الإيراني إلى دول أخرى كانت سفينة عراقية"، وهو ما كذبته بغداد. وكانت وسائل إعلام تابعة لإيران، أفادت، في وقت سابق الأحد، أن الحرس الثوري أعلن عن احتجاز سفينة أجنبية في مياه الخليج تنقل 700 ألف ليتر من الوقود وعلى متنها 7 بحارة. وحسب بيان القوات البحرية في الحرس الثوري فقد تم احتجاز السفينة قرب جزيرة فارسي وسحبها إلى ميناء بوشهر جنوب إيران. وقال قائد المنطقة الثانية للقوة البحریة للحرس الثوري، الجنرال رمضان زیراهي، أن الناقلة تم توجیهها إلی محافظة بوشهر وتم تسلیم وقودها إلی الشرکة الوطنیة لتوزیع المشتقات النفطیة في المحافظة وذلك بعد التنسیق مع المسؤولین القضائیین. وفي 19 يونيو الماضي، أعلن الحرس الثوري الإيراني، أنّه "صادر" ناقلة النفط البريطانية "ستينا إمبيرو" لدى عبورها مضيق هرمز. وقال الحرس الثوري في بيان على موقعه الإلكتروني إنّ القوات البحرية التابعة له، وبطلب من "سلطة الموانئ والبحار في محافظة هرمزغان" احتجزت الناقلة، بسبب "عدم احترامها القانون البحري الدولي". وفي وقت سابق، هددت طهران برد واسع مما أسمته بقوى المقاومة في المنطقة حال تعرضها لأي هجوم أميركي. وتزايد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الذي وقعته القوى الدولية مع إيران في العام 2015، إضافة إلى الأنشطة الإيرانية الأخيرة، المهددة للملاحة الدولية في مضيق هرمز.
*
اضافة التعليق