بغداد- العراق اليوم:
أحمد عبد السادة
حسب القوانين الدولية التي تشدد على احترام سيادة الدول، والتي تمنع تجاوز دولة ما على حدود دولة أخرى، فإن ما قامت به إيران من إسقـــاط طائرة تجســـس أمريكية اخترقت مجالها الجوي يعتبر حقاً من حقوقها يندرج ضمن الدفاع عن سيادتها وحدودها، وهو حق تكفله القوانين الدولية التي تدعي أمريكا احترامها والدفاع عنها!!. أمريكا أرسلت طائرة تجســـس لتخترق الأجواء الإيرانية ولتخترق معها القوانين الدولية، وبالمقابل أسقطت إيران تلك الطائرة حسب القوانين الدولية، ولذلك فإن على الجهة "المتجسسة" - وهي أمريكا - أن تخجل وأن تتقبل الرد الإيراني وأن تبلع "الإهانــــة" بدون ضجيج لأنها هي المعتديــــة، وبالتالي فإن المعتـــدي لا بد أن يتحمل نتائج اعتدائه!!. أمريكا اعتادت على اختراق أجواء الدول من دون أن تجد رداً أو اعتراضاً من تلك الدول على اختراقاتها، فضلاً عن عدم توقعها بأن تجابه برد حازم بسبب قوتها وغطرستها، وهذا هو سر صدمتها بإسقاط طائرتها التجسسية، لكنها الآن عليها أن تعتاد على الردود الحازمة إذا فكرت مرة أخرى باختراق أجواء دول لا تركع لها كإيران. إسقاط إيران لطائرة التجــسس الأمريكية أحرج الكثير من الأطراف: أحرج ترامب، وأحرج الدول الخاضعة له والساكتة عن إهاناتـــه وتجاوزاته كالسعودية، وأحرج المجتمع الدولي، وقبل كل شيء أحرج القوانين الدولية التي تخضع الآن بسبب حادثة الطائرة لاختبار كبير وجوهري سيبين لاحقاً مدى صدقها أو كذبها!!.
*
اضافة التعليق