بغداد- العراق اليوم: بقلم الفريق/ الركن احمد الساعدي
قبل ولادة حكومة عادل عبد المهدي خرج الشعب العراقي بكل الوانه مطالباً بالاصلاح السياسي والخدمي والامني، وكان الامل ببداية عهد جديد اصلاحي بالقضاء على الفساد والمحاصصة الحزبية المقيتة التي دمرت البلاد مع توفير بعض الخدمات التعليمية والصحية والكهرباء وتوفير فرص العمل لاستيعاب البطالة. وعند بدايات التشكيل كان بصيص امل برفع الحيف والظلم عن الشعب العراقي المحروم من ابسط حقوقه الانسانية، فاستبشرنا خيراً. وسرعان ما انهار ذلك الحلم عندما شاهدنا رئيس الوزراء المكلف لم يتحرر من هيمنة الاحزاب وخرابها بمفاصل الدولة. فالمعطيات الاولية أشرت ان عمر الحكومة ليس طويلاً، وابتعدت عن الرغبة الشعبية، واخذت المحاصصة الحزبية حيزها الاكبر بالتشكيل، فاصبحت مقيدة وغير حرة بالتكوين، فالاخفاق والتردي محصلة نهائية للنتائج وبعد عام كامل لم تكتمل الكابينة الوزارية وكذلك المناصب الاخرى يعطي المراقب انطباعا بأنها حكومة عرجاء وضعيفة العطاء والتاثير . لم نسمع لحد الان شيئا من برنامجها وقد تحقق.. فاين الاصلاح السياسي واين الحرب ضد حيتان الفساد؟.. تنحصر انجازات، الحكومة برفع الصبات عن المنطقة الخضراء.. هل هذا مايطمح اليه الشعب العراقي؟.. لقد انقضى عام والمشهد في العراق بقي كما هو الحال عليه.. لذا نعتقد ان هنالك ثورة شعبية تلوح بالافق تطالب بتغيير الوضع جملة وتفصيلاً ما لم تعالج الامور بشكل عاجل، وايقاف المهزلة العامة، ومن ضمنها علاقة الحكومة المركزية بحكومة شمال العراق شبه الانفصالية، وكذلك ايقاف العمل برواتب وامتيازات رفحاء وان تنفذ خطوات جادك نحو الفساد واستعادة اموال العراق المنهوبة بالخارج وتسخير موارد الدولة باتجاه الخدمات ضمن اول الاولويات توفير الكهرباء وبخلاف ذلك نعتقد ان الزحف المليوني قادم لامحال وسيكون المطلب الشعبي حكومة طوارئ تنقذ البلد من الوضع المتردي والمزري الذي يعيشه شعبنا حيث اصبح القانون ضعيفا امام تصرفات وسلوكيات الافراد غير المنضبطة داخل بغداد، وتحت انظار الاجهزة الامنية والحكومة تتفرج حيث انتشرت وسائل الرذيلة والانحطاط الاخلاقي مثل صالات القمار وبيع المخدرات وتجارتها علانية بين الشباب وبيوت الدعارة المحمية!.. كنا يحدونا الامل بتقليص فسحة الجرائم الاخلاقية والجنائية ولكن حصل العكس والسبب يعود الى ضعف الاداء الحكومي وفساد الاجهزة التنفيذية التي خرجت عن سيطرة القائد العام واجهزته الامنية. اننا نعتقد ان الحكومة الحالية فارغة من المعنى والمضمون !.
*
اضافة التعليق