بغداد- العراق اليوم:
أحمد عبد السادة
في ظل إقصاء سوريا عن مقعدها في جامعة الدول العربية، وفي ظل مصادرة المقعد اليمني وسلبه من ممثلي الشعب اليمني الحقيقيين - وهم الحوثيــون وحلفاؤهم - ومنحه لقرقوز وعميل سعودي خسيــس منتهي الشرعية والصلاحية هو عبد ربه منصور هادي، وفي ظل تغيب أو ربما تغييب حليفي (حــ..ـــزب اللــــه) الرئيس اللبناني ميشال عون ووزير الخارجية اللبناني جبران باسيل عن رئاسة الوفد اللبناني، وتفرد عميـــل السعودية الذليــل سعد الحريري بترؤس هذا الوفد، وفي ظل إنهاء الدور الجزائري الذي كان يتسم بالحياد الإيجابي وعدم الخضوع لتوجهات آل سعود التخريبيـــة والعدوانيـــة، وفي ظل انبطاح باقي الدول لأجندات ملك السعودية الخـــرف وولي عهده المجـــرم محمد بن سلمان، لم يكن هناك في قمة مكة موقف شجاع ومستقل وحر سوى الموقف العراقي. موقف العراق في تلك القمة الهزلية كان موقفاً مشرفاً وجريئاً ويدعو للفخر فعلاً، وهو موقف يؤكد استقلالية العراق ويرسخ كرامته كجبل صلد وسط طوفان الخنـــوع العربي لآل سعود، كما يؤكد بأن السعودية لم تتمكن من شراء وإسكات وإقصاء وإخصاء أصوات الجميع. هذا الموقف العراقي الشجاع رغم عدم تأثيره على البيان الختامي للقمة، إلاّ أنه بالنهاية كسر جدار الــذل وفتح ثغرة في سقف الخنـــوع، الأمر الذي فضح التواطؤ العربي المخــزي مع جرائـــم آل سعود، وكشف بأن تلك القمة ليست سوى "قفص" يضم مجموعة من الببغاوات الذليلــة التي تردد ما ينطق به ملك السعودية من غمغمات بلهـــاء.
*
اضافة التعليق