الحرب الامريكية على ايران ستندلع عام 2020 وليس اليوم !

بغداد- العراق اليوم:

الفريق الركن احمد عبادي الساعدي

في تقديري ان موجات الرد والرد الموازي بين واشنطن وطهران تندرج في اطار " الردع السياسي" لكن الحرب بينهما قد تنشب عام 2020 حين يصل الصراع اقصى مدياته في رئاسة ترامب وصعود الجناح المتشدد في الادارة الامريكية . وفي ظني ان الحرب مستبعدة في الوقت الراهن ولن تلجا الادارة الامريكية الى مزيد من التصعيد مع طهران لاسباب عديدة منها ان معظم القواعد الامريكية ستكون تحت مرمى نيران القوات الايرانية في البحرين وقطر وبعض البلدان الخليجية، كما ان العقد البحرية المهمة تحت تاثير القوات البحرية الايرانية وصواريخها في اهم ممرين مائيين هما باب المندب ومضيق هرمز . ولاينبغي ان ننسى ان ثلث النفط العالمي يمر عبر مضيق هرمز وباب المندب ومن المستحيل ان تغامر الادارة الامريكية بالتضحية بهذا المستوى النفطي مع بلد يراهن على الحل السياسي اكثر من استعداده للحرب !. اذا استمرت التهديدات الامريكية لايران ودخلت المنطقة اجواء الحرب فان سعر البرميل ستصل الى 400 دولار وهو مايدخل العالم بازمة حقيقية واولها ازمة حادة في الطاقة والوقود !. ورغم اعلان السعودية عن استعدادها تغطية النفط الايراني والنقص الحاصل في امدادات البترول لكننا نشكك في جدية الرهان الامريكي على السعودية ولن تستطيع تغطية الفراغ النفطي ولن تسلم من مرمى النيران الايرانية !. الرئيس الامريكي ترامب في خطابه الاخير يتحدث بشيء والمؤسسات الامريكية العسكرية والامنية تتحرك بسياقة آخر !. هذا لايعني ان الاستعداد العسكري والدخول في الحرب  وارد ولكن " العمل " الامريكي الدبلوماسي يشتغل على التفاوض والرهان على كسب الجولة مع طهران وتفويت الفرصة على الحرب وتاجيل قرار ترامب منازلة ايران في البحر  وجناحه المتشدد يعمل على الحرب وكانها امر واقع !. هذه الحصيلة من التاويلات قابلة للمرونة والتطويع واتجاه البوصلة يتحرك بسرعة بحيث لايترك المجال لمحلل ان يستقر على حال !. ويبقى الرهان على الحرب يسيطر على عقل ترامب ورهان الحل بالدبلوماسية يسيطر على عقل بومبيو.اما موقف الحكومة العراقية فهو يترجح مابين نارين وسياسة مسك العصى من المنتصف لن ترغب به امريكا ابدا ولن تتعامل مع اللون الرمادي.. ادارة ترامب تحتاج  موقفا واضحا وصريحا اما ابيض او اسود  كون امريكا رفعت شعار "من ليس معي فهو ضدي" وهذا ما يحرج الحكومة العراقية وكانت زيارة وزير الخارجية الامريكي الى بغداد  وهو يحمل رسالة معه للحكومة العراقية مفادها.. احسموا امركم واننا لن نصبر عليكم ابدا مع ضرورة تقديم المساعدة في حماية القوات الامريكية ومصالحها في العراق والان حكومتنا في موقف صعب جداً!. وعلى الرغم من صياغة البيان الصادر عن الخارجية العراقية تطرق الى مناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين ومحاربة الارهاب بالعالم واننا ندرك تماما الكلام الدبلوماسي الذي يروج للراي العام.. ولكن ثمة سؤال مهم يطرح نفسه:  لو ذهبنا الى افتراض تطور الموقف وحصلت الحرب بين الطرفين ماذا يكون موقف الجيش العراقي منها وهو الان قوة ناشئة ولم يتكامل في العدة والعدد  مع وجود تهديدات داخلية مثل داعش وغيرها ولم تحسم الحرب معهم بشكل مطلق هو الاخر سوف يقع بين المطرقة والسندان.. بين طلب امريكا بضرورة مشاركة الجيش العراقي بحماية قواته والمصالح الامريكية العراقية المشتركة وبين ايران الدولة التي قدمت له الدعم والعون ايام ازمة داعش مع احتمالية توتر الوضع الداخلي بالعراق..

لذا نرى ضرورة ان يعمل الجانب السياسي والعسكري معاً واضعين امام انظارهم المصالح الوطنية وحماية العراق ونحتاج الى توازن اكثر من الانجراف مع احد الاتجاهات ومحاولة ابعاد العراق عن ساحة الصراع لاجل المحافظة على الامن الوطني العراقي..

علق هنا