بغداد- العراق اليوم:
يقول علماء الفلك إن المجرات تتسارع وتبتعد عن بعضها البعض في الكون الفسيح، بشكل أسرع مما اعتُقد سابقا. وتؤكد قياسات جديدة أجراها تلسكوب هابل الفضائي، التابع لوكالة ناسا، أن الكون يتوسع بنحو 9% أسرع مما كان متوقعا. وتدعم النتائج قياسات هابل السابقة، التي نُشرت في عام 2016، ما يقلل من فرص التباين في وقوع كارثة تصادمية، من 1 لكل 3 آلاف حالة إلى حدث واحد لكل 100 ألف حالة تصادم فضائية. اكتشاف فضائي يثير حيرة علماء الفلك! ويعترف الفلكيون أنه يمكن أن تكون هناك حاجة إلى تطوير قوانين فيزيائية جديدة، لفهم الكون بشكل أفضل. وقال آدم ريس، أستاذ الفيزياء الفلكية وعلم الفلك في جامعة جونز هوبكنز، الحائز جائزة نوبل وقائد المشروع: "التباين يتزايد ووصل الآن إلى نقطة يصعب استبعادها باعتبارها صدفة". وفي الدراسة، استخدم ريس وفريقه طريقة جديدة لتحليل الضوء الصادر من 70 نجما، في مجرة مجاورة تسمى "السحابة السحرية الكبيرة". ويصدر الضوء عن نجوم متغيرات "Cepheid"، ويخفت بمعدلات يمكن التنبؤ بها واستخدامها لقياس المسافات بين المجرات القريبة. وتستغرق الطريقة المعتادة لقياس النجوم وقتا كبيرا، حيث لا يمكن لتلسكوب هابل أن يلاحظ سوى نجمة واحدة لكل مدار، تبلغ مدته 90 دقيقة حول الأرض. ومع ذلك، تمكّن الباحثون من مراقبة العشرات من نجوم "Cepheid"، خلال الفترة الزمنية نفسها المطلوبة لإجراء مراقبة واحدة فقط. ومن خلال هذه البيانات الجديدة، تمكّن فريق البحث من تعزيز أساس "سلم المسافة الكونية"، والذي يُستخدم لتحديد المسافات داخل الكون. وتمكن العلماء أيضا من حساب "ثابت هابل"، وهي قيمة سرعة توسع الكون بمرور الوقت. وقام الباحثون بدمج قياسات هابل مع مجموعة أخرى من الملاحظات، التي أجريت بواسطة مشروع "أراوكاريا"، وهو تعاون بين علماء الفلك من مؤسسات في تشيلي والولايات المتحدة وأوروبا. ونظرا لأن قياسات فريق البحث أصبحت أكثر دقة، ظل حساب "ثابت هابل" على خلاف مع القيمة المتوقعة. وفي حين أن ريس ليس لديه إجابة عن سبب وجود التباين، سيواصل العمل مع فريق البحث لصقل "ثابت هابل"، بهدف تقليل عدم اليقين إلى 1%. وتساهم القياسات الحديثة، التي نُشرت في مجلة "Astrophysical Journal Letters"، في تخفيض عدم اليقين في معدل التوسع من 10% في عام 2001، إلى 1.9% في الدراسة الحالية.
*
اضافة التعليق