بغداد- العراق اليوم:
أحمد عبد السادة
افتتاح قنصلية سعودية في بغداد، واستعداد السعودية لافتتاح 3 قنصليات أخرى لها في 3 محافظات عراقية أخرى، أمران يدفعانني لطرح السؤال التالي: ما هو الهدف من افتتاح 4 قنصليات لدولة معاديـــة للعراق ولجيشه وحشده في بغداد وثلاث محافظات أخرى؟. لا يمكن لأي شخص في العالم أن يقنعني بأن السعودية جادة فعلاً بتطوير العلاقات الإيجابية مع العراق، وذلك لأنني متأكد ومتيقن جداً وبشكل حاسم بأن السعودية لا تضمر خيراً للعراق، ولا يمكن أن يهدأ لها بال إلاّ بالسيطرة على العراق وإخضاعه لها، ولا يمكن أبداً أن تتوقف عن تصدير شــرورهــا ومشاريعها التخريبيـــة للعراق، وهي تستخدم كل الأساليب لتحقيق أهدافها الســـوداء تلك، وبالتالي فإن افتتاح قنصليتها في بغداد وسعيها لافتتاح 3 قنصليات أخرى لها يندرجان برأيي ضمن المشروع السعودي الوهــــابي التآمــري التخـــريبي ضد العراق. منذ إسقـــاط دكتاتوريــــة صدام وبزوغ صندوق اقتراع عراقي، أصيبت السعودية بالأرق السياسي وبتصلب الشرايين الطائفـــي وسيطر عليها تماماً هاجس تحطــيم التجربة العراقية، ولهذا فإنها لم تدخر فتوى تكفيريـــة إلاّ واستحضرتها واستحضرت معها ذباحـــيها وسفاحـــيها لإرسالهم إلى العراق، كما أنها لم تدخر بترولاً إلاّ وسكبته فوق نار التوحــــش في بلاد الرافدين. السعودية تخوض حـــرباً ضاريـــة ضد العراق (ضد شيعة العراق بالتحديد) منذ 16 سنة، ولا نبالغ إذا قلنا بأن افتتاح 4 قنصليات لها في العراق هو جزء من هذه الحـــرب!!. وهنا نسأل الحكومة العراقية ووزير الخارجية العراقي السعيد بافتتاح القنصلية السعودية: ماذا جنى العراق من افتتاح سفارة للسعودية في بغداد غير التآمـــر والتخــــريب وإدارة عمليات للفــوضى والانقسام وشـــراء الضمائر، فضلاً عن التدخل بالشؤون الداخلية للعراق والإساءة لرموزه وتشكيلاته العسكرية الرسمية والمضحية كالحشد الشعبي؟ متى تعرف الحكومة العراقية بأن مقار السعودية الدبلوماسية في العراق ليست سوى أوكــــار مخابراتية معاديــــة، وغرف عمليات للتخـــريب والتدميـــر؟.
*
اضافة التعليق