بغداد- العراق اليوم: روت الطفلة آية قحطان وهي ناجية من فاجعة انقلاب العبارة في الجزيرة السياحية بالموصل، اللحظات الاولى للحادث، فيما بينت ان احدا ما دفعها الى الماء. ولا تتذكر اية بالضبط ماذا حصل لها يوم الخميس 21 اذار 2019 ، ولكن كل ذكرياتها الآن عن كارثة العبارة عند نهر دجلة في الموصل مقتطفة من الحقيقة الأكثـر ظلامية. ونقل موقع مدل ايست آي البريطاني عن قحطان من سريرها في المستشفى قولها: "كنت مع صديقتي وجديها، ثم أحد ما دفعني الى الماء ، الشيء الثاني الذي أتذكره هو انني صحوت لأجد نفسي في المستشفى". وما تزال قحطان نزيلة مستشفى السلام في شرق الموصل، بين 60 الى 70 شخصاً نجوا من كارثة العبارة عندما انقلبت وكان على ظهرها أكثر من 200 راكب. وتم التحقق من وفاة 97 شخصاً على الاقل ولكن مايزال العدد النهائي للضحايا غير معروف حيث يوجد عشرات آخرون في عداد المفقودين. اخوها ليث 16 عاما، صحح ما سمعه من اخته قحطان بقوله: "في الواقع ان اية كانت ذاهبة للجزيرة السياحية مع جديها وعمها، تم إنقاذها من الغرق من قبل فريق الإنقاذ، ولكن جدتها غرقت وما نزال نبحث عن جدها وعمها المفقودين". وكانت الطفلة قحطان قد وضعت في مركز للشرطة بعد إنقاذها وهي ترتجف ثم جاءت عائلتها لتأخذها الى البيت بعد مرور خمس ساعات. عمها، راكان زهير قال، "بعد ان جلبنا آية للبيت أصيبت بدوار وقام جسمها يهتز بحركات غير طبيعية ثم غابت عن الوعي، وأسرعنا بها الى المستشفى،، قال الطبيب إنها تعاني من تشنج عنيف بسبب قلة الاوكسجين الواصل للدماغ. وعندما أفاقت من إغمائها لم تستطع التعرف على عمتها، ولكنها تحسنت شيئا فشيئا"، مضيفاً بقوله: "هي لا تستطيع الآن تذكر أي شيء عن الحادث ولا نريد ان نرعبها بحقيقة وفاة جديها". فرق إنقاذ وأطباء ومحققين في الوفيات، بقوا يعملون بدون توقف طوال ليل الخميس على الجمعة في محاولة منهم لتفحص الضحايا والتحقق من هوياتهم. ومع تزايد أعداد الحقائب البلاستيكية البيض التي تحوي جثث الشهداء تزايدت حشود الناس والعوائل المفجوعة خارج بناية الطب العدلي. الطبيب فلاح عذاري، مدير الطب العدلي يقول إن "أي احد منا لم يذق النوم من وقت حصول الحادث الخميس الى يوم الجمعة التالي وكذلك العوائل خارج الطب العدلي. لقد صعقنا بهذا الحادث والفوضى التي حصلت ما بين العمال والعوائل القادمة الى هنا... ومع مرور الوقت وانقضاء ساعات النهار أصبحت مجاميع الناس المحتشدة أكثر اضطراباً وفقداناً للصبر وهم بانتظار أخبار عن أحبائهم وأفراد عوائلهم المفقودين". أغلب أهالي الموصل كان يعتريهم الغضب ملقين باللوم على فساد وجشع محافظهم وعلى صاحب الجزيرة السياحية ومالك العبارة الذين يعتبرونهم السبب وراء وقوع هذه الكارثة. أحد الاشخاص المتجمعين عند بناية الطب العدلي قال: "المسؤولون همهم جمع المال فقط، لقد حشروا 200 شخص في قارب لا يسع أكثر من 70 هذا جنون. كثير من الاطفال فقدوا أرواحهم بسبب هذا الجشع".
*
اضافة التعليق