بغداد- العراق اليوم:
أثارت عملية تحرير خمسة مختطفين لدى تنظيم داعش في محافظة الأنبار تساؤلات عن مجريات ما حصل، والطريقة التي تمت فيها دفع الفدية للخاطفين، فيما تساءل معنيون عن دور الأجهزة الأمنية في التقصي عن الخاطفين وملاحقتهم، خاصة عند تسليم المبالغ المالية.
وأطلق تنظيم داعش يوم أمس السبت، سراح خمسة أشخاص كان اختطفهم مؤخرًا، عندما كانوا في صحراء حديثة وهم يجمعون الكمأ، في أسلوب جديد اعتمده التنظيم لتمويل عملياته العسكرية وتحصيل مبالغ مالية في مرحلة “التكوين”.
وقال قائد حشد حديثة الشيخ عواد سعيد الجغيفي إن “الأنباء الواردة عن تحرير قوة أمنية المختطفين عارية عن الصحة، بل تم إطلاق سراحهم من قبل تنظيم داعش بعد دفعهم فدية 80 الف دولار عن خمسة أشخاص”،مشيرًا إلى أن ” المواطنين وعوائلهم ليس لهم ذنب، بل هم مضطرون إلى التفاوض مع التنظيم الإرهابي لانقاذ إبنائهم من القتل”.
وانتقد الجغيفي دور الأجهزة الأمنية والاستخبارية، وعدم تفاعلها بشكل كبير لإلقاء القبض على الخاطفين، حيث أن دور الاستخبارات في المنطقة ما زال ضعيفًا، وعليهم القيام بمهامه برصد الاتصالات وحركة الخاطفين، أثناء التسليم، مضيفًا” لم يحصل ذلك!؟”
وأشاد الجغيفي في معرض حديثه “بجهود المنتسبين في المحافظة، مطالبًا بتعزيز ذلك وتفعيل الجهد الاستخباري”
ونشط تنظيم داعش مؤخرًا باعتقال العديد من المواطنين في محافظة الأنبار، خاصة جامعي الكمأ في الصحراء، حيث يستغل بعدهم عن المدينة والأجهزة الأمنية، ليبدأ بعد ذلك بمساومة ذويهم وتحصيل مبالغ مالية، وهي ستراتيجية جديدة اعتمدها التنظيم المتطرف مؤخرًا في عدة محافظات عراقية بحسب الخبير الأمني هشام الهاشمي.
وقال الهاشمي ان “تنظيم داعش الآن في مرحلة التكوين التي تتسم بتخفيض عدد الأفراد الناشطين من التنظيم، وتقليص المرتبات، وتحصيل المبالغ المالية لأغراض التمويل، إذ لجأ مؤخرًا إلى أخذ الفدية من (السنة) حصرًا”، مشيرًا إلى أن ” تلك المرحلة فقط، يتم أخذ الفديه فيها، أما في مرحلة الاستقرار المالي فلا يلجأ إلى ذلك بل يقتل المخطوفين”.
وأضاف الهاشمي، أن التنظيم لجأ إلى طريقة الخطف وإطلاق السراح في عدة مدن عراقية خلال المرحلة الحالية “التكوين” مثل الحضر والبعاج والعياضية وبادوش بمحافظة نينوى، وكذلك مناطق حمرين في محافظة ديالى، فضلًا عن الأنبار وما حصل مؤخرًا”.
ولفت إلى أن “العناصر التي نشطت مؤخرًا هم عناصر لم تقع عليهم الهزيمة، حيث كان هؤلاء عبارة عن خلايا نائمة أو عناصر احتياط للتنظيم، وتم تفعيلهم حاليًا”.
وكشف تقرير غربي مؤخرًا عن أن أكثر من ألف عنصر بتنظيم داعش تسللوا إلى العراق، عن طريق سوريا، وهو أمر من شأنه أن يزعزع الاستقرار الأمني الهش في البلد”.
وذكرت وكالة اسوشييتدبرس أنه استناداً لثلاثة مسؤولين استخباريين عراقيين ومسؤول عسكري أميركي، فانه خلال الاشهر الستة الماضية تسلل مسلحون من داعش يقدر عددهم بأكثر من 1000، عبروا الحدود الصحراوية الواسعة إلى داخل العراق”.
وبحسب رئيس لجنة الأمن في الأنبار نعيم الكعود فإن أية خروقات أمنية من الحدود العراقية لم يحصل في المحافظة، لكن عناصر داعش لهم وجود في الصحراء وفي الكهوف والوديان، مشيرًا إلى أن ” العمليات العسكرية جارية وهناك نتائج ملموسة”.
وأضاف الكعود أن الخروقات التي تشهدها المحافظة طبيعية، ومن الممكن أن تشهدها دول غربية، مؤكدًا أن ” إطلاق سراح هؤلاء المواطنين، ربما جاء كرسالة من داعش بأنه لا يستهدف المواطنين، وإنما يستهدف الأجهزة الأمنية، وهو أسلوب قديم معروف لدى التنظيم”.
وبشأن دفع الفدية مقابل إطلاق سراح الخطوفين قال الكعود” لا أعلم بالضبط ماذا حصل، لكن هذا هو المرجح لديّ بأن المواطنين دفعوا مبالغ مالية مقابل الإفراج عنهم”.
من جهته قال قائمقام حديثة حميد المبروك إن التحقيقات مازالت جارية في مسألة التفاوض مع داعش، خاصة وأن عملية الخطف تمت بعيدًا عن المدينة، وفي منطقة يصعب الوصول إليها” مشيرًا إلى أن “القوات الأمنية قامت بجهود كبيرة خلال الأيام الماضية واشتبكت مع عناصر داعش في وادي حوارن”.
وأضاف مبروك أن الحديث عن تفاوض مع داعش ما زال في طور التحقيقات، ولا يمكن البت في مثل تلك المسألة”.
*
اضافة التعليق