بغداد- العراق اليوم: لسنوات طوال ظل الجميع يشخص حاجة العراق لمؤسسة أمنية استخبارية مستقلة، تعمل في الخفاء، وتركز على تدمير الشبكات الإجرامية والارهابية التي كادت أن تتحول الى وباء مستقر في الجسد العراقي، وظل الجميع يشكل على المؤسسات الأمنية العراقية، الهشاشة والاختراق، وقلة الحرفية والمهنية في معالجة الملف الذي تتولاه، فكانت الحاجة لبناء جاهز أمني وطني محترف، ملحة بل وحتمية، لكن المتشائمين واليائسين كانوا الاقل تفاؤلاً في هذا الاتجاه، نظراً للتشققات الطائفية والقومية والتدخلات السياسية وعبث دول الجوار في هذا الداخل العراقي، الا أن اختيار شخصية وطنية كفوءة، ذات قدرات عالية ومحترفة كالدكتور مصطفى الكاظمي الذي تولى عملية بناء جهاز مخابراتي محترف في غضون اعوام بسيطة، حتى غدا الجهاز اليوم واحدًا من أهم الاجهزة الوطنية الأمنية المحترفة، بل وصار مرجعاً معلوماتياً تعتمده الدول الكبرى شريكاً في حربها على الإرهاب كالولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وغيرها من الدول. ولأول منذ سنوات طوال ينفذ جهاز أمني عراقي عمليات استباقية بكل هذا النجاح والتميز، دون أن جلبة اعلامية أو ادعاءات فارغة، بل أن رجال الجهاز ومنتسبيه الاشاوس يعملون في الظل، ويواصلون الليل بالنهار لضرب أوكار الجريمة والإرهاب والفساد ومافيات الموت. وفي أحدث العمليات، أعلن جهاز المخابرات الوطني العراقي، اليوم الخميس، عن تفكيكه مجموعة كبيرة لتمويل تنظيم داعش متشعبة ومتفرعة في دول متفرقة من العالم. وقال جهاز المخابرات، في بيان تابعه (العراق اليوم) ، إنه تم ”تفكيك أكبر مجموعة تمويل لداعش في تاريخ العراق“. وأوضح أن ”المجموعة متشعبة ومتفرعة في دول متفرقة من العالم“، دون ذكر تفاصيل. وكشف جهاز المخابرات أن هذه المجموعة تعتمد بتمويلها على مكاتب ومحال متنوعة، وبأسلوبٍ معقد لغرض التمويه والتشويش على متابعة حركة أموالها. وفي معلومات خاصة وردت لـ ( العراق اليوم)، فأن الشبكة المعتقلة تتكون من 13 شخص يحملون الجنسية الفرنسية ويشكلون اكبر خلية لتمويل عصابات داعش الارهابية، وأن العملية نفذت بدقة عالية وتمت باحتراف عال. وتناقلت وسائل اعلام كبرى انباء هذه العملية، فيما افردت لها مؤسسات اعلامية دولية مساحات في التغطية الاعلامية نظراً لحجمها ودقتها وكذلك تأثيرها الكبير على تنظيم داعش المتداعي.
*
اضافة التعليق