بغداد- العراق اليوم: بقلم الفريق الركن احمد عبادي الساعدي مهما كانت الاسباب والدوافع التي نتج عنها انسحاب القوات الامريكية المتواجدة بسوريا واهدافه السياسية ما يستوقفنا جليا التفكير بما يؤثر على الوضع الامني في العراق . في 10 حزيران 2014 احتلت عصابات داعش مدينة الموصل والصحراء الغربية بشكل كامل والاحتلال نتيجة لبعض التقديرات العسكرية الخاطئة انذاك منح التنظيم حينها فرصة التسليح والتجهيز من الاسلحة التي استولى عليها قوة تمكنت تجنيد عناصر اخرى من اهالي المناطق المحتلة. مما لاشك فية كان دعم القوات الامريكية لقوات سوريا الديمقراطية ساهم بحد كبير بتقليص تمدد داعش وتقويض نفوذه بسوريا وتقدر القوة العسكرية المتواجدة حاليا مابين خمسة الالف او اقل من ذلك وتستخدم هذه المجاميع الفسحة ما بين الحدود العراقية والسورية للقيام باعمالها الارهابية. اننا نعتقد ان انسحاب القوات الامريكية من سورية مريب ويشكل لنا هاجسا ولربما تصدعا امنيا على الحدود العراقية. هنالك راي اخر يقول ان الدواعش تقلص نفوذهم ونحن نتفق مع هذا الراي ولكن ذلك لايلغي فكرة الوجود الداعشي المتواجد على الحدود او في الصحراء الغربية للعراق مع بعض الخلايا داخل المدن وحسب تقديرنا فقد داعش القدرة على احتلال المدن كما حصل عام 2014 ولكن لن يفقد القدرة على القيام باعمال ارهابية محدودة مثل الهجمات على السيطرات او المخافر او الوحدات الصغيرة المنعزلة مع القيام ببعض الهجمات ضد الاهداف المدنية بواسطة تفجير السيارات المفخخة او العبوات الناسفة وسيحاول القيام بمثل هكذا اعمال لاجل اثبات الوجود والحضور وتشكل مثل هذه الاعمال جرعة انعاش لمعنويات مقاتليه وحالة الهدوء النسبي حاليا لاتعني بالضرورة استقرار الوضع الامني اذ لازال الدواعش يشكلون مصدر تهديد امني ولهذا يجب على المعنيين سواءا قيادات عسكرية او سياسية ان يضعوا بحساباتهم ان المعركة مع الدواعش لن تنتهي ويتطلب منا الاستمرار بالضغط عليه بكل الوسائل وطالما الوضع الاقليمي حصل فيه تغيير فسنحتاج الى مسك الحدود مع سوريا بقوة تمنع تسلل المجاميع الارهابية والقيام بعمليات تعرضية مستمرة في الصحراء الغربية بالبحث والتفتيش عن المخابئ التي تركن اليها العناصر الارهابية مع عمليات امنية اخرى داخل المدن وخصوصا الموصل والمناطق الغربية وشمال بغداد والحاجة الملحة لان يكون الدواعش تحت مطرقة قواتنا وضربه بكل قوة للاجهاز على ماتبقى من قوته المنهارة وعدم اعطاءه اي فرصة باعادة نفوذه وسطوته وتمدده ... بغداد 26 كانون الاول 2018
*
اضافة التعليق