بغداد- العراق اليوم:
مع عودة 98% من السكان إلى مناطقهم في نواحي القيارة والشورة وحمام العليل في محافظة نينوى شمالي العراق، منذ بدء عملية تحرير الموصل قبل 62 يوماً، يستبعد محافظ نينوى نوفل حمادي أن باستطاعة الحكومة ومنظمات الاغاثة احتواء موجة النزوح المتوقعة عند اقتحام الجيش العراقي للجانب الغربي من المدينة التي تشهد منذ أسابيع معارك عنيفة. محافظ نينوى، نوفل حمادي، قال في تصريحات صحفية إن “جميع عمليات النزوح التي حصلت في الجانب الشرقي من الموصل تم احتواؤها من قبل السلطات المحلية وحكومة إقليم كردستان بالتعاون مع وزارة الهجرة والمهجرين الاتحادية والأمم المتحدة”. وأوضح المحافظ الوضع قائلا: ” كلما اتجهت القوات الأمنية المتمثلة بجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة والجيش صوب الجانب الغربي سنشهد موجة نزوح كبيرة جدا لا تمكننا السيطرة عليها وفق إمكاناتنا المتاحة ولا حتى المخيمات التي نقوم بإنشائها”. ورجّح المحافظ نزوح أعداد تتراوح ما بين 750 ألفا إلى مليون و500 ألف من الجانب الغربي للمدينة، مبيناً أن “حكومته ليس بمقدورها احتواء الأعداد المتوقعة”. أما الامم المتحدة فتوقعت نزوح ما يصل إلى مليون مدني من أصل 1.5 مليون شخص، يقطنون في الموصل، وسط تحذيرات من “كارثة” قد تواجه النازحين في مخيمات النزوح. وكشف المحافظ عن قيام بعض المنظمات الدولية بـ “دعم النازحين من دون دراية وتنسيق مع الإدارة المحلية، ما جعل العشرات من العائلات تفقد حصتها الغذائية وتبقى دون خيم بسبب الفوضى في التوزيع”. وتابع قائلا: “أصدرنا أمراً يقضي بأن تلتزم جميع الجهات الداعمة للنازحين سواء محلية أو دولية بعملية إغاثة ودعم النازحين وإيوائهم مركزيا بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية عن طريق الوكلاء الذين يمتلكون جردا لعدد العائلات، باعتبارها عملية متبعة في جميع المناطق التي تقام فيها مخيمات نزوح في العراق”. ويضيف: “أصدرنا توجيها يقضي بأن يكون توزيع المواد الإغاثية تحت إشراف رؤساء الوحدات الإدارية والمجالس المحلية وأعضاء مجلس المحافظة بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية عن طريق الوكلاء الخاصين، لإيصال مستلزمات النفط الأبيض والمواد الغذائية والإنسانية إلى النازحين”. وكان وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف قال الأربعاء الماضي، إن عدد النازحين منذ بدء الحملة العسكرية لاستعادة الموصل يوم السابع عشر من أكتوبر/تشرين أول الماضي، ارتفع إلى 107 آلاف مدني.
أقل من 100 أسير داعشي وأكثر من 600 انتحاري يقدر الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب هشام الهاشمي، عدد الأسرى من تنظيم “داعش” في الأحياء الشرقية للموصل، بـ”أقل من 100 أسير”. وقال الهاشمي إن “عدد مقاتلي التنظيم يقدر بنحو ألفين و500 مقاتل في الجانب الشرقي للمدينة، لكن الدعم بالانتحاريين والعتاد والسلاح يأتيهم بصورة متواصلة في زوارق عبر النهر من الجانب الغربي”. وبحسب الخبير نفسه، فجّر 632 انتحاريا من “داعش” أنفسهم داخل مواكب القوات الأمنية العراقية في الجانب الشرقي للموصل حتى اليوم. ووصف الخبير الأمني قتال داعش في الموصل بـ “الشديد”، مشيرا إلى أن تكتيك داعش في القتال يركز على عرقلة تقدم القوات الأمنية ثم الانسحاب إلى عمقه الاستراتيجي في مركز المدينة. وعن أسباب بطء العمليات العسكرية الآن، مقارنة بالعمليات التي تحققت في القرى والضواحي في نينوى، عزا الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب ذلك إلى “كثافة السكان وازدحام المساكن، إضافة إلى أن التنظيم مصر على القتال وعدم الانسحاب”. ولفت المصدر الأمني إلى أن “كل المعارك التي حدثت في أطراف نينوى، حاول خلالها داعش عرقلة تقدم القوات العراقية، فضلا عن إجادة عناصر التنظيم لحرب الشوارع والمدن حتى مع قوة نخبوية مثل جهاز مكافحة الإرهاب”. ويرى الهاشمي أنه “من أجل الإسراع في العمليات العسكرية لتحرير الموصل، يمكن للقوات الأمنية شطر الجانب الشرقي إلى نصفين، أو الوصول إلى بعض المنشآت السيادية التي لها رمزية مثل مستشفى الموصل أو مبنى الجامعة، وكذلك مباني التراث لرفع العلم العراقي هناك، وبالتالي سينهار التنظيم معنويا كما حصل في مدينة الفلوجة، بمحافظة الأنبار سابقا”.
4 آلاف يزيدي يشاركون في القتال كشف حجي كندور، النائب الإيزيدي عن محافظة نينوى في البرلمان، عن مشاركة “قوة يزيدية من 4 آلاف مقاتل، يشكلون ستة أفواج منضوية تحت إدارة قوات البيشمركة، في المحور الشمالي الشرقي للموصل”. وفي تصريحات صحفية، قال كندور إنه “بناء على المعطيات على الأرض ومنجزات القوات الأمنية في الجانب الشرقي والجهات الجنوبية للموصل، لا يمكن وضع سقف زمني لتحديد الفترة التي ستستغرقها عمليات التحرير”. وأضاف أن “عدد قوات الشرطة المحلية في نينوى يبلغ سبعة آلاف عنصر فقط، وهو عدد قليل للاعتماد عليهم لمسك الأرض بعد تقدم القوات المحررة إلى مناطق أخرى”. وأشار إلى أن “عدد أفراد الشرطة قبل دخول التنظيم إلى نينوى كان 32 ألف عنصر، لكن هؤلاء تركوا مناطقهم ونزحوا إلى كردستان ومناطق أخرى من البلاد وخارجها”. وتتخذ الأقليات العراقية مناطق سهل نينوى مكانا للسكن من يزيديين ومسيحيين وشبك وتركمان، فيما استحوذ “داعش” على مناطقهم عند دخوله المحافظة، في يونيو/ حزيران 2014، وفجر عناصره الكنائس والأديرة والمزارات التابعة لهم.