بغداد- العراق اليوم:
بقلم الفريق الركن احمد عبادي الساعدي
حدثني صديقي عن ايام الستينات من القرن الماضي وكيف كان العراقيون من الاباء والاجداد يحترمون العلم العراقي ويعتزون به ويقدسون ساريته فيقول : كان العراقيون يقفون دقيقة صمت في كل انحاء العراق عندما يتم انزال العلم العراقي من الساريات المرفوعة في الساحات والاماكن العامة، وفي سطوح المؤسسات والوزارات العراقية .. ويقفون بكل اجلالاً واحتراماً واعتزازاً لهذه الالوان التي يضمها العلم العراقي، ليس لانها الوان، بل لانها تحتضن سيادتهم وترابهم الوطني وتعبر عن هويتهم الوطنية واعتزازهم بشرفهم وضميرهم واحساسهم ان لهم وطناً يفتدونه بالارواح.. وربما كان العلم العراقي هو الروح الاولى قبل الروح!. ثم قال لي صديقي : في المعارك المصيرية كان الجنود العراقيون يرفعون العلم العراقي بأيديهم وفي الصدور يحتضنون البنادق وهم يهتفون " الله اكبر" فهم بهذه الممارسة يعبرون عن ارادة العلم العراقي الذي يمثل وجودهم وكرامتهم.. ويسالني صديقي قائلا: اتعرف لماذا يلف تابوت الشهيد بالعلم العراقي؟. اجابني .. لان العلم العراقي يمثل كرامة الوطن واباء النفس وقمة التضحية وحين نلف جسد الشهيد بهذا العلم يعني ان نضع الكرامة على الجسد ليصبح الجسد تراب الكرامة والشهيد وطن الكرامة. هكذا يجب ان نستعيد ايام المجد باحترامها للرموز والمقدسات الوطنية ونستعيد حماس شعبنا لكي يستعيد مجده وساريته وكرامته المغسمة بدماء الشهداء والوان العلم العراقي المعطر بالتضحيات.
*
اضافة التعليق