بغداد- متابعة العراق اليوم:
بعد أن وصلت القوات العراقية إلى مرحلة الحسم النهائي أصبح التنظيم الارهابي يتهيأ للمعركة الأخيرة وهو على يقين أن أيامه باتت معدودة. وحفاظاً على وجوده في مناطق سيطرته لجأ داعش الى تكتيك "الهجمات الخاطفة والمباغتة" في الأحياء المحررة بالموصل ما يشير الى وجود خلايا نائمة له. هجمات تستهدف بشكل خاص قوات "جهاز مكافحة الإرهاب" وهي قوات نخبة في الجيش دربها خبراء أميركيون٬ وتمثل رأس الحربة في العملية العسكرية الراهنة. فيما يطلق الارهابيون النار بشكل عشوائي على المناطق التي لم تعد تحت سيطرتهم٬ تنفيذاً لأوامر أئمة داعش الذين يهتفون عبر المساجد " كل الناس في المناطق المحررة أصبحوا كفاراً٬ ومن الجائز قتلهم تبعا لذلك".
هذه العمليات الخاطفة أثارت ريبة السكان في المناطق التي يفترض أنها حررت من بطش داعش٬ ليتساءل سكانها "كيف تعلن القوات العراقية الأحياء محررة لمجرد عدم صدور نيران منها من مسلحي داعش٬ فهذا لا يمكن أن يكون صحيحا وآمنا٬ اذ ان الارهابيين قد يظهرون في أي لحظة".
وفي مسعى للحد من هذه الأساليب الإجرامية لجأت أجهزة أمنية مختصة لديها قاعدة بيانات متكاملة وتمارس أعمالها في المناطق المحررة٬ الى التعاون مع "مرصد موصليون"٬ وهو منظمة مستقلة تهتم بمراقبة وتحليل تحركات التنظيم الإرهابي.
أما الجيش فيعتمد بشكل أساسي على معلومات الأهالي للكشف عن مقرات داعش ومخازن سلاحه ومواقع قناصته. كما قام الجيش بمبادرات عسكرية فورية ليشن حملة تفتيش على المنازل في منطقة كوكجلي٬ ودقق في هويات المدنيين بحثا عن غرباء. وفي رد فوري ولمنع الموصليين من تمرير معلومات إلى الجيش قام داعش في مناطق سيطرته بقتل كل شخص بحوزته هاتف فورا".
إنهيار داعش الميداني دفع به الى نقل عناصره المحليين من الجبهات الأمامية وإستبدالهم بعناصر أجنبية. فالتنظيم على ما يبدو مستاء من عناصره المحليين لتهاونهم مع المدنيين الهاربين من مناطق سيطرته وكثرة حالات الإستسلام أمام ضراوة معارك القوات العراقية.
هذا الإجراء العسكري تسبب في خلق حال من التوتر والإستياء في صفوف مقاتليه الذين تمرد بعضهم على قياداتهم.