بغداد- العراق اليوم:
أي مكسب كبير سيتحقق لجهاز الأمن الوطني بتعيين قاسم الاعرجي رئيساً له .. وأية فرصة ذهبية تلك التي يوفرها تعيينه لإستكمال المشروع الأمني العراقي، الذي ابتدأ بتطهير المدن العراقية من اوباش الارهاب الداعشي، وتواصل مع انتصارات القوى الأمنية العراقية بكل فصائلها وتشكيلاتها، ولم يتوقف هذا المشروع عند الجهد الكبير الذي بذله الاعرجي حين شغل منصب وزير الداخلية لسنتين متواصلتين، والذي تكلل بإقامة علاقات لمنظومة امنية اقليمية شبه متكاملة، مركزها وعمودها الفقري جمهورية العراق، ومفتاحها الاعرجي مع مجموعة من رفاقه في الاجهزة الامنية الاخرى، مثل مصطفى الكاظمي رئيس جهاز المخابرات الوطني، وعرفان الحيالي وزير الدفاع في حكومة العبادي وغيرهم .. فالأعرجي الذي يتوفر على سنوات من الخبرة والعمل الأمني الدقيق، والاحاطة الشاملة بكل تفاصيل الملف الأمني في البلاد، فضلاً عن قدرات ذاتية وقيادية مميزة، مضافاً لهذا كله ثمة حس وطني والتزام اثبتته التجربة على الأرض،ومؤهلات جهادية وقتالية سابقة يحملها وزير الداخلية السابق قاسم الأعرجي، الذي أدى مهام وزارته بإخلاص وتفان شهد به القاصي والداني، والعدو قبل الصديق، حتى أستحق أن يكون وزيراً للشعب العراقي، قبل أن يكون وزيراً امنياً، جعلت الجميع يثق بأن ثمة رجالات دولة لا زالوا يعملون في مفاصل مهمة ويدفعون بأساساتها للنهوض، بل والخلاص من زمن الكبوات الطويلة، وأن يأسسوا لنظام ديمقراطي تعددي قائم على احترام حقوق الإنسان، وصيانة كرامته، وحفظ دمه ومصالحه. ولأن الأعرجي سليل مدرسة عريقة، أتخذت طريق ذات الشوكة، لا أن لتحكم قدر ما اتخذته لتحكم المشروع الذي يؤمن هذه الاهداف، ويرتقي بالإنسان للوصول الى دولة مدنية عادلة تؤمن للجميع فرص حياة متكافئة، فأن الرجل لم يستقتل على منصب، ولم يطمع بموقع، قدر ما اختار أي موقع يكلف منه لادارة الخدمة العامة، وتقديمها كتكليف شرعي ووطني واخلاقي، ولذا فأن الأعرجي لم يترفع أن يكون جندياً في صفوف الحشد الشعبي، أو اي موقع جهادي تفرضه ساحات المواجهة، وما قبوله بموقع وزير الداخلية الا جزء من سعيه الدؤوب ليكون في ساحة المواجهة الدائمة مع القوى التي لا تريد عراقاً أمناً قوياً مقتدراً. واذ أبلى الرجل في موقعه بلاءً حسناً، فأن تكليفه اليوم برئاسة جهاز الأمن الوطني العراقي يعد اضافة نوعية لهذا الجهاز، وبصراحة فأن الجهاز وضع الآن بيد أمينة جداً، ومسؤولة وحيوية، وفاعلة، فاليد التي تتوضأ كما هو معروف لا تسرق ولا تخون، وهكذا هي يد الأعرجي، يد مجاهدة وشريفة ووطنية خالصة، ولا شائبة عليها، ولم يسجل عليه أي مثلبة طيلة توليه مختلف المناصب. أن عقلية الأعرجي ونمط حياته التي يراها جهادًا مستمراً ستعني أن تحولاً نوعياً في عمل جهاز الأمن الوطني سيحدث، وأن هذا الرجل المهني والكفوء يحمل عقيدة حب الوطن والاخلاص له منهجاً لا يحيد عنه، وسيكون تعامله مع مفردات المسؤولية التي تحملها بهذه العقلية التي عرفناها. ولمن يعرف جهاز الأمن الوطني وأهميته، فأنه جهاز يمثل عين الدولة، ويدها الضاربة الواصلة التي تطال عصابات الجريمة والخطف والابتزاز والتدمير، ويعتبر حلقة مهمة من حلقات صناعة الأمن في العراق، ولكن الجهاز تعرض لسنوات طوال لمختلف الظروف والاهتزازات بفعل التداخل السياسي مع العمل الأمني، حتى اصبح مجرد إسم وعنوان للأسف، لذا فأن اختيار الأعرجي لهذا الجهاز سيعيد الاعتبار الى الجانب المهني الصرف، وسيدفع بتطوير بنى هذه المؤسسة المهمة لتحويلها الى اطار عمل واسع في سبيل تحقيق الأمن المستتب، وقطع دابر العصابات والأرهاب والحواضن. أننا اذ نشيد بهذا الاختيار الصائب جداً، نشد على يد القائد العام للقوات المسلحة السيد عادل عبد المهدي لتعضيد هذه التعيينات المهمة، وأن يجعل السيد عبد المهدي هذه الكفاءات الأمنية على مواقع المسؤولية والتصدي لايمانها المطلق بالعمل من اجل عراق جديد اولاً، ولإستكمال مشوار المشروع الامني العراقي، فهذه الكفاءات الوطنية المقتدرة اثبتت بالتجربة قوة حضورها في مختلف الميادين وأصعب المواجهات.
*
اضافة التعليق