بغداد- العراق اليوم:
لطالما حيرت الرؤوس الأثرية العملاقة الموجودة في جميع أنحاء جزيرة "Rapa Nui" "جزيرة القيامة"، الواقعة في تشيلي، الباحثين حول العالم.
والآن، يعتقد الباحثون أن سكان الجزيرة البركانية "مثلثة الشكل تقريبا"، استخدموا الرؤوس الحجرية الغامضة لتحديد مصادر المياه العذبة، التي احتاجتها الحضارة المفقودة من أجل البقاء.
ووجدت دراسة جديدة أن الحضارة المفقودة حافظت على مجتمع مكون من الآلاف، من خلال استخدام تصريف المياه الجوفية الساحلية كمصدر رئيسي "للمياه العذبة".
وقاس فريق من علماء الآثار، بما في ذلك أعضاء هيئة التدريس في جامعة Binghamton وجامعة الولاية في نيويورك، ملوحة المياه الساحلية في جميع أنحاء جزيرة "Rapa Nui". ووجدوا مناطق قريبة من الشواطئ كان تركيز الملح فيها منخفضا، ما سمح للبشر بالشرب من مائها بأمان.
وتمثل تماثيل الجزيرة الغامضة الشهيرة، معلما رئيسيا واسع الانتشار بالقرب من السواحل.
وقال كارل ليبو، أستاذ علم الإنسان بجامعة Binghamton: "الآن، ومع معرفتنا بالموقع حول المياه العذبة، فإن موقع هذه المعالم له معنى خاص، حيث يتم وضعها حيث توجد المياه العذبة مباشرة".
وأوضح ليبو أن المشروع التالي للمجموعة يتمثل في محاولة فهم مدى ارتباط توفر المياه العذبة في مواقع معينة، بطرق ووسائل بناء التماثيل الضخمة في الجزيرة، التي تُعرف أيضا باسم "جزيرة الفصح".
وتشمل الحسابات الأوروبية للاكتشافات الأولى في الجزيرة في القرن الثامن عشر، ممرات حيث يبدو أن السكان الأصلين يشربون مياه البحر ببساطة.
ونظرا لأن الجسم البشري لا يمكنه معالجة تركيز الملح المرتفع في مياه البحر، فإن هذا الأمر يدعم نظرية تصريف المياه الجوفية التي طرحها فريق البحث.
وقال ليبو: "تلقي هذه المعلومات الضوء على الظروف التي أدت إلى تمكين هذه المجتمعات من العمل معا لتحقيق مآثرها الهندسية. ومن خلال اكتساب المعرفة حول السلوك على مستوى المجتمع، يمكن أن نحصل على نظرة ثاقبة للظروف العامة اللازمة للتعاون على مستوى المجموعة، سواء في الماضي أو في المجتمع المعاصر".
ويمكن القول إن عملية تصريف المياه الجوفية الساحلية، تجعل من الممكن للبشر جمع المياه العذبة الصالحة للشرب مباشرة، حيث تظهر على ساحل الجزيرة.
ومن خلال قياس النسبة المئوية للملح في المياه الساحلية، وإيجادها آمنة للاستهلاك البشري، وبإزالة الخيارات الأخرى كمصادر أساسية لمياه الشرب، خلص الباحثون إلى أن تصريف المياه الجوفية كان عاملا حاسما في إمداد التجمع السكاني الكبير على الجزيرة بالمياه.
*
اضافة التعليق