بغداد- العراق اليوم:
أكد مصدران تركيان ان السلطات التركية تعتقد أن الصحفي السعودي البارز جمال خاشقجي، الذي اختفى قبل أربعة أيام بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول قتل داخل القنصلية.
ونقلت "رويترز" عن أحد المصدرين وهو مسؤول تركي قوله في تصريح صحفي، أمس السبت، 6 تشرين الأول 2018، إن "التقييم الأولي للشرطة التركية هو أن خاشقجي، قتل في القنصلية السعودية في اسطنبول، نعتقد أن القتل متعمد وأن الجثمان نقل إلى خارج القنصلية".
فيما نفى القنصل العام السعودي الحادثة وأفاد ان بلاده تساعد في البحث عن خاشقجي، نافيا اختطافه.
وكانت مصادر أمنية تركية أكدت في وقت سابق، عدم خروج خاشقجي من القنصلية السعودية بإسطنبول الثلاثاء الماضي، إثر دخوله إليها لإنهاء معاملة تتعلق بالزواج.
وأوضحت المصادر، ان 15 سعوديا بينهم مسؤولون وصلوا إسطنبول بطائرتين ودخلوا القنصلية بالتزامن مع تواجد خاشقجي فيها، مضيفة أنهم عادوا لاحقا من حيث أتوا.
وتأتي هذه التطورات بعد أن أكد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في مقابلة مع وكالة "Bloomberg" الأمريكية نشر نصها مساء الجمعة، أن خاشقجي ليس داخل قنصلية بلاده في إسطنبول و السعودية نفسها مهتمة بمصير الصحفي المختفي، مشيرا إلى أن المملكة مستعدة لفتح أبواب قنصليتها أمام السلطات التركية للبحث عن الإعلامي المفقود، وأضاف "ليس لدينا ما نخفيه".
جدير بالذكر ان الصحفي السعودي جمال خاشقجي، كان يعيش في المنفى الاختياري في واشنطن على مدى العام الأخير خوفا من الانتقام منه بسبب آرائه، وقد دخل قنصلية بلاده في اسطنبول يوم الثلاثاء الماضي، للحصول على وثائق من أجل زواجه المقبل، حسبما أفادت خطيبته التي كانت تنتظره بالخارج. واختفى خاشقجي منذ ذلك الحين.
ومنذ ذلك الحين، قدمت السلطات التركية والسعودية روايتين متضاربتين بشأن اختفاء خاشقجي، إذ قالت أنقرة إنه لا توجد أدلة على أنه غادر مقر القنصلية بينما تقول الرياض إنه خرج في اليوم ذاته
وكان حساب معتقلي الرأي الشهير على تويتر المختص بشؤون المعتقلين في السعودية نشر بوست عاجل عن العثور على جثة خاشقجي في أحد أحياء اسطنبول.
وقال الحساب الشهير في تغريدته, أنباء عن العثور على جثة الكاتب جمال خاشقجي في أحد المناطق بمدينة اسطنبول التركية.#اغتيال_خاشقجي
وفي تفاصيل أكثر حول عملية التصفية الجسدية التي جرت بحق الكاتب السعودي البارز قال “مجتهد” الحساب السعودي الشهير على “تويتر” إن مصادر تركية تصر على أن جمال خاشقجي تعرض للتعذيب ثم قتل وقطعت جثته وصور كل ذلك وأرسل تسجيل الفيديو لمحمد بن سلمان حتى يستمتع بالمنظر.
وأضاف مجتهد في تغريدته إذا تأكد ذلك فيبدو أن خبر اخراجه من تركيا وصوله السعودية غير صحيح وغدا يفترض أن تعلن تركيا التفاصيل كاملة.
من جهتها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر مقرب من الحكومة التركية أن الشرطة تعتقد أن خاشقجي قُتل داخل القنصلية السعودية بأيدي فريق أتى خصيصا إلى إسطنبول وغادر في اليوم نفسه.
وأوردت صحيفة واشنطن بوست الأميركية بدورها نقلا عن مصدرين مطلعين على التحقيقات أن الفريق الذي نفذ عملية الاغتيال قدم من السعودية وهو مؤلف من 15 شخصا، وقالت الصحيفة إنه إذا تأكد مقتل خاشقجي فسيشكل ذلك تصعيدا سعوديا صادما لإسكات المعارضة.
وذكر موقع “ميدل إيست آي” أن الصحفي السعودي عُذب قبل أن يُقتل وتقطع جثته، بينما طالبت منظمة “قسط” الحقوقية السعودية بتشكيل فريق أممي للتحقيق في القضية.
وفي واشنطن، قالت وزارة الخارجية في بيان “لا نستطيع التعليق على تقارير مقتل خاشقجي ونتابع الأمر عن كثب”، بينما علق السيناتور في مجلس الشيوخ كريس مورفي قائلا إن “ثبوت اغتيال خاشقجي سيشكل شرخا عميقا بعلاقتنا مع السعودية”.
بدورها، قالت منظمة العفو الدولية إن “اغتيال خاشقجي سيكون إشارة مرعبة للمنتقدين بأنهم في خطر حتى خارج السعودية”.
وقال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الجمعة لوكالة بلومبيرغ إن خاشقجي خرج من القنصلية بعد دقائق أو ساعة من دخوله، وإن السلطات السعودية ستسمح لتركيا بتفتيش القنصلية إن شاءت، لكن مستشار حزب العدالة والتنمية التركي ياسين أقطاي قال السبت للجزيرة “نطالب بتوضيح مقنع من السعودية، وما عرضه ولي العهد غير مقنع”.
*
اضافة التعليق