بغداد- العراق اليوم:
مقال بقلم سعد الأوسي
في مؤتمر مضى , جرى انعقاده قبل سنة تقريبا في احدى مدن الاناضول العامرة بتركيا , بهدف جمع كلمة اهل السنة من عرب العراق على قلب رجل واحد يجري انتخابه من الحاضرين الذين يمثلون رؤوس المكون من اهل الحل والعقد , كي يكون الممثل الشرعي الوحيد لابناء المحافظات السنية امام الحكومة (غير الطائفية) في بغداد . وكان هناك من عمل على هذا المؤتمر لشهور طويلة سبقته من اجل ان يتوج نفسه كزعيم للسنة ( الله يجرم ) او كما ارتأى ان يسميه احد جماعته : الزعيم الرمز !!! ( طبعا الأخ صاحب تسمية الزعيم الرمز هو شريك تجاري للشيخ الزعيم راعي المشروع , وقد كان في السابق صاحب محل بيع أدوات احتياطية تويوتا في مدينة البياع حتى 2003 , ثم وفقه الله بتغيير مهنته الى العمل السياسي وصنع الزعامات بعد اكتشافه ان هذه الشغلة اربح بكثير من البولبرنات والبلكات والكيرات التي كان مشغولا بها لسنوات طويلة من حياته ). ومن اجل تحقيق الهدف المنشود في ذلك المؤتمر فقد بذل الشيخ (الزعيم) وصاحبه واخوته وبطانته الكثير من الوقت والجهد والعديد من الاجتماعات الاستباقية المؤطرة بحركة مكوكية على جميع المحسوبين قادة ووجهاء واعتباريين ورجال اعمال سنة وشيوخ قبائل من المحافظات الغربية ليضمنوا انتخابا مؤكدا كاسحا ماسحا لصالح (الرمز) !!! واضطر الشيخ الزعيم الرمز وهو رجل اعمال وملياردير سياسي الى ان يتفق على دفع مبلغ كبير لصاحب قناة فضائية مؤثرة معروف بالابتزاز العلني في مثل هذه الحالات ,كي يضمن موقفه الى جانبه وتأثيره في قرار المجتمعين, وقد وعده صاحب الفضائية ضامنا انتخابه المؤكد , خاصة وان هذا الأخير حاضر فاعل دائم في كل القرارات التي تخص المكون السني (وغصباَ على شوارب السياسيين الجبناء الذين يخافونه جميعا مع الأسف . وكعادة رجل الاعمال الشيخ السياسي المليارديرالرمز هذا في عدم الوفاء بأي وعد يقطعه حين يتعلق الامر بدفع الفلوس حتى بعد ان يقسم اغلظ الايمان ويمسك اطراف شواربه الضئيلة . فالمعروف عنه من جميع من تعامل معه انه لايدفع من اتفاقاته سوى العربون الأولي مع وعد _كاذب بالطبع _ بالدفع الكامل بعد إتمام العملية . ثم الحك العرب وحالك حال الديانه !!!. لذلك اخلف في دفع القسط الثاني لصاحب الفضائية الذي هو القسط الأكبر من الاتفاق بعد ان وعده اكثر من مرة بتسليمه المبلغ كاملا قبل ان يدخلوا الى قاعة الاجتماع حسب الشرط المبرم بينهما , ولان صاحب الفضائية ( انغل من الزعيم الشيخ هذا ) وسبق ان نال كفايته من (بواريه) اكثر من مرة واتعظ منها بما يكفي , لذلك رفض رفضا باتا الدخول الى قاعة المؤتمر قبل استلام (المالات الخشنة) , وعبثا حاول الشيخ ان يقنعه بحجته المعروفة ( الحوالة المالية تأخرت الى الغد)!!! وهو عذر متكرر يعرفه الجميع ولم يسبق ان وفى به لاحد ابدا . لذلك قرر صاحب الفضائية ان يقلب الطاولة وينتقم في اللحظة الأخيرة بتغيير مجريات ما يدور عبر تحريض الرؤوس من الحاضرين ضد الشيخ الزعيم . وفي غضون نصف ساعة وبحركة سريعة تم له ما أراد , فتبدل الموقف رأسا على عقب, ودخل المجتمعون الى قاعة فندق الاناضول الفخمة وقد توجست النفوس وغلظت القلوب على الزعيم الرمز بدهاء صاحب الفضائية الذي يعتبر نفسه ابنا بارا للشيطان, ولا يعرف حتى الان ماذا قال لهم حتى غيرهم بهذه السرعة . بعد نصف ساعة فقط من الحوارات والانتقادات الحادة شعر (الزعيم الرمز) ان عليه ان يتدارك الموقف لان خسارته ستعد كارثة امام الدول الداعمة التي وعدها بانه سيأخذ (الزعامة المنشودة) في المؤتمر بشكل مؤكد وقبل ان يرتد اليه طرفه !!!. لذلك حاول ان يغير مجرى الحديث بضرورة اختيار شخصية ذات مكانة مجتمعية لها علاقات وتأثير في محيطها ولها قبول في الدول العربية , ملمحا او مصرحا عن نفسه ومنوها باقتداره المالي وعلاقاته الخارجية الواسعة ومكانته الاجتماعية كشيخ . هنا انبرت له السيدة البرلمانية (ل,و) المنتخبة عن مدينة الفلوجة المدينة الأبرز والاكبر في المنطقة الغربية ,وهي معروفة بصوتها الشجاع في البرلمان ومكانتها المحترمة بين جمهور ناخبيها , قالت له : انت تتحدث عن نفسك كشيخ وتريد زعامة سنة العراق !!! , تعال حدثني من اين جاءتك هذه الشيخة المزعومة , وانا وانت من نفس المدينة ونعرف جيدا من هم شيوخها الحقيقيون , وبالتأكيد انت لست واحدا منهم , والمثل يقول (احنا ولد الكرية كلمن يعرف أخيّه)؟؟؟ وقع كلام النائبة على رأس الزعيم كالصاعقة , فتلعثم وتبلعم للحظات ثم حاول ان يتدارك الموقف للتخلص من الحرج الذي اوقعته فيه امام المجتمعين , فقال مبتسما : الشيخة كما تعلمين ليست بالوراثة فقط , بل بالطيب والأخلاق والكرم والشجاعة والمواقف والمراجل . فأجابته على الفور : وانت لا تحمل أيا من هذه الصفات , ولا يمكنك ان تدعيها !!! ابتسم الحاضرون على شجاعة الرد , وشعر صاحب الفضائية بالنصر المتشفي الذي جاءه من دون جهد وتحسب , لانه لم يضع موقف النائبة الشجاعة هذه في حسبانه ابدا , وادرك ان ( الأخ ) افلس نهائيا من هذا المؤتمر واصبح جاهزا للصفعة الأخيرة التي سيتلقاها بالتصويت ,وهو ما يستحقه جزاء وفاقا على كذبه واحتياله وبخله معه . في التصويت حصل (الزعيم الرمز) على 4 أصوات فقط احدها صوته !!!! . وفاز بالزعامة ونيابتها اشخاص آخرون لم يبذلوا جهدا ولا مالا ولا مؤامرات كما فعل هو, بل منهم من جاء في اللحظة الأخيرة واحتل الموقع الأول بالتصويت !!!. في الأيام التالية وتعبيرا عن غضبه مما حصل اصدر الشيخ الزعيم الخائب تعليماته الى جماعته والعاملين في الاعلام لديه بمهاجمة مؤتمر (الاناضول) في المواقع الالكترونية السرية التابعة لهم وفي بعض وسائل الاعلام التي يتعاملون معها ,وسرعان ماظهرت مقالاتهم واخبارهم التي اعتبرت المؤتمر طائفيا بامتياز يسعى الى تمزيق وحدة العراق الموحد , وهو ما يرفضه الشيخ الزهيم ويدينه , وصار لزاما مد اليد الى الطبقة السياسية من المكون الآخر لبدء صفحة جديدة !!!؟؟؟ اللعنة عليك , كم من الصفحات غيرت , وكم ستغير في المستقبل القريب !!! كل هذا من اجل المال السياسي السهل , ألا تشبع ؟!
*
اضافة التعليق