بغداد- العراق اليوم: أذن هي المصلحة من تتحكم، ولا يمكن أن يثق سياسي مهما كان وزنه، بشركائه ما دام في لعبة لا يقدم فيها سوى المصالح، فالسياسة لعبة مصالح، ومن يضمن للآخر دوراً، سيجده حليفاً له دون أن يتعب نفسه، فيما تبقى من التفاصيل، وتبقى العلاقات والاتفاقات الهشة هي الضحية الأكثر تداولاً في سوق بورصة المشهد السياسي. ما جرى اليوم في أروقة فندق بابل، كان مخيباً للآمال بالنسبة لجبهة الصدر والحكيم والعبادي الذي أرادوا ان يضربوا " خصومهم" مباشرةً، ويفوتوا عليهم الفرصة، وكي لا يتمكنوا من التقاط انفاسهم، الا أن المحور الأخر والذي يديره " الفتح – القانون" يبدو أنه يعرف أصول اللعبة، ويديرها بحرفية عالية، افضت الى أن يقع منافسوه – وهو وصف مخفف لخصومه- في الضربة القاصمة، بعد أن حاولوا بناء التكتل الاكبر بعيدًا عنه، متجاهلين دعواته في الانضمام للتحالف الأكبر دون اللجوء لخيار الأبعاد القسري من المشهد. ما جرى لم يكن يتوقعه قادة تحالف (الأغلبية النيابية) حيث لم يشأ الأكراد أن يضيعوا على أنفسهم فرصة أن يكونوا بيضة القبان في ترجيح كفة القوى المتنافسة، فبقوا ينتظرون الى اللحظة التي يحسم السنة خيارهم ليكونوا هناك في الجبهة الأكثر اتساعاً، وهو ما اتضح خلال الساعات السابقة، حيث وضع قادة المحور الوطني – السني- خيارهم بالتحالف مع الفتح ودولة القانون، لينتهي مارثون السابق نحو الكتلة الاكبر بفشل اجتماع الطرف الأول. فقد افادت مصادر سياسية من داخل فندق بابل حيث اجتماع الكتل السياسية لاعلان نواة الكتلة الاكبر، بفشل عقد الاجتماع وتحوله الى تداولي. وقالت المصادر ان “المجتمعين فشلوا بالتوصل الى الاعلان عن الكتلة الاكبر، وتحول الاجتماع الى تداولي لعدم حضور ممثلي الاكراد والسنة”. واضافت ان “زعماء وقادة الكتل والائتلافات السياسية المجتمعين حاليا في فندق بابل، يناقشون الورقة التفصيلية لنواة تشكيل الكتلة النيابية الاكبر فقط وليس الاعلان عن الكتلة الاكبر”. واوضحت، أن “ابرز الحاضرين هم كل من الصدر والحكيم وصالح المطلك والعبادي وكاظم الشمري وعدنان الزرفي بالاضافة الى اعضاء اخرين من الكتل الخمسة”. وتابعت ، أنه “من المؤمل ان يتم بالاجتماع التوقيع على ورقة المبادئ الخاصة بتشكيل نواة الكتلة الاكبر”. وبينت ان ” قادة المحور الوطني رفضوا الحضور الى الاجتماع واعلنوا تقاربهم مع تحالف الفتح بقيادة هادي العامري”، فيما كشفت المصادر نفسها ان “رئيس الوزراء حيدر العبادي حضر كممثل عن 14 نائبا في ائتلاف النصر فقط”. وكان قد أكد الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والمحور الوطني، اليوم الأحد، 19 آب، 2018، الاتفاق على التعاون والتنسيق و الانفتاح على بقية الكتل السياسية لغرض تشكيل الكتلة الأكبر، مشددين على ضرورة أن "تكون تشكيلة الحكومة القادمة بموجب اتفاق سياسي يلتزم بالتعهدات وبضمانات مكتوبة وعدم تكرار تجارب مخالفة الدستور".
وقالت الأطراف الثلاثة في بيان مشترك عقب انتهاء اجتماع بينها، ورد لـ ( العراق اليوم) إن "المكتبين السياسيين للحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني اجتمعا اليوم الاحد 19/8/2018 مع قيادة تحالف المحور الوطني، لدراسة مباحثات تعزيز بناء السلطات الاتحادية، واليات تحقيق الكلتة الاكبر في سبيل انضاج الرؤية المشتركة للبرنامج السياسي والحكومي للمرحلة القادمة".
وأضاف البيان أن "الطرفين قررا التعاون والتنسيق و الانفتاح على بقية الكتل السياسية لغرض تشكيل الكتلة الاكبر وأن تساهم معا في سبيل تحقيق البرنامج الوطني الذي يعزز بناء الدولة بعيدا عن التخندقات الطائفية والعرقية". وتابع: "اتفقت الاطراف على أن تتحالف مع الكتلة التي تتفق معها على برنامج سياسي وحكومي واضح للمرحلة القادمة. كما شدد الطرفان على ضرورة ان تكون تشكيلة الحكومة القادمة بموجب اتفاق سياسي يلتزم بالتعهدات والاتفاقات المبرمة ويتجاوز أخطاء المرحلة الماضية وبضمانات مكتوبة واليات محدده وعدم تكرار تجارب مخالفة الدستور والتنصل عن الوعود والعهود غير المنجزة". كما استعرض الجانبان "رؤيتهم الرصينة لبناء دولة المواطنة والعدالة الاجتماعية وعدم التمييز بين المواطنين وضرورة تعزيز النظام الفيدرالي، كما ناقشا سلبيات واثار غياب الشراكة الحقيقية بين مكونات الشعب العراقي وعدم وجود توازن في مؤسساتها وغياب التوافق الوطني على المسائل المصيرية"، وفقاً لما جاء في البيان.
*
اضافة التعليق