قيادي مقرب منه: التظاهرات تهدف لاسقاط العبادي ووأد حلمه بالولاية الثانية ؟

بغداد- العراق اليوم:

عدّ ائتلاف النصر، بزعامة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، أخيراً، إن أحد أسباب نشوء التظاهرات الاحتجاجية التي انطلقت شرارتها في محافظة البصرة (جنوب العراق)، وسرعان ما انتقلت إلى بقية المحافظات «الشيعيّة» الأخرى، «سياسي» بهدف الضغط على سير التحالفات الجارية حالياً.

ورغم إقرار أحد قادة ائتلاف العبادي بحق المواطنين في التظاهر والتعبير عن الرأي، المكفول دستورياً، غير إنه لم يستبعد وجود «أيادٍ خارجية» خططت ودعمت التظاهرات «في هذا التوقيت بالذات» الذي يشهد حراكاً سياسياً لتشكيل الحكومة الجديدة.

القيادي في ائتلاف النصر علي العلاق قال «نقدر حق الجماهير في التعبير عن رأيها. هناك نقاط ضعف في الجانب الخدمي على مستوى الكهرباء والماء وغيرها».

وأضاف: «أسباب هذا الضعف هي خوض العراق حربا ضد داعش واستمرت وقتاً طويلاً. أنا أتحدث عن الفترة الأخيرة التي تولى فيها رئيس الوزراء حيدر العبادي إدارة الدولة»، مبيناً إن «السنوات الأربع الماضية كانت سنوات حرب ومواجهة مع الإرهاب، ناهيك عن الأزمة المالية».

ودعا العلاق المواطنين إلى «الحرص على أمنهم وأموالهم العامة والخاصة، وأن يكون التعبير عن الرأي وفقا للسياقات القانونية والدستورية، والضوابط الأخلاقية والعشائرية».

ورأى القيادي أيضاً في حزب الدعوة الإسلامية بزعامة نوري المالكي، إنه «في الوقت الذي عبرت فيه الجماهير العراقية عن رأيها بشكل طبيعي، ظهر من يحاول سوق هذه التظاهرات إلى أهداف سياسية ويحول مجراها من المطالبات المشروعة إلى التخريب».

وأكد في الوقت عيّنه إن «هناك جهات لا تريد الاستقرار للعراق، وهي تسعى إلى تحويل مناطق وسط وجنوب العراق إلى ركام، كما تحولت محافظاتنا الغربية التي عانت من الإرهاب، والتي بدأت بشكل فوضى مجتمعية وانتهت بداعش»، مشيراً «نحن نقف مع المواطن في حقه الطبيعي، لكننا نحذر ممن يخطط سواء من خارج الحدود أو من الداخل وله ارتباطات خارجية، لإثارة الفتنة والنزاعات والاقتتال والحرب الأهلية، خصوصا في وسط وجنوب العراق الذي يعدّ آمناً ومستقراً».

وعن أبرز الأسباب التي دفعت المواطنين في جنوب ووسط العراق إلى التظاهر، أوضح قائلاً: «الخلافات والضغوطات الداخلية والخارجية التي تعرضت لها الحكومات السابقة، فضلا عن الفساد، تعدّ أبرز الأسباب التي عرقلت تقديم الخدمات للمواطنين».

وتابع: «حكومة العبادي وجدت نفسها أمام هذا الركام الكبير، ووضعت الأمن أولا في قائمة أولوياتها، ثم الاقتصاد، بعد انهيار أسعار النفط، ناهيك عن الحفاظ على وحدة البلد، في ظل مطالبات انفصال إقليم كردستان»، لكنه أكد إن «هذا لا يمنع أن تهتم الحكومة بالخدمات، بل إن هناك خططا معدّة لذلك، لكن قلة الأموال اضطرت حكومة العبادي إلى التقشف وعدم تخصيص الأموال للمشاريع. كثير من المشاريع التي كانت مستمرة عطلت بسبب التخصيصات المالية».

وكشف العلاق عن المشروع الذي أعده العبادي للحكومة المقبلة في حال استمر بالمنصب لولاية ثانية، لافتاً إلى إن «مشروع الحكومة المقبلة الذي طرحه العبادي، هو إنها ستكون مرحلة بناء وتنمية. العابدي يضع في أولوياته محافظة البصرة، وهذا عن اطلاعي المباشر على خططه ومشاريعه المستقبلية، بكونها تمثل قوت الشعب العراقي».

واعتبر القيادي في ائتلاف النصر، استجابة العبادي لمطالب المتظاهرين في هذا التوقيت بالذات، «تعد رسالة اطمئنان، بأن الحكومة مع المطالب المشروعة، ووفرت عشرة آلاف فرصة عمل، إضافة إلى الاسراع باستكمال مشروع تحلية المياه الذي يتم العمل به منذ ثلاث سنوات، والممول من القرض البريطاني، بمبلغ نحو مليار دولار».

ورغم إقرار العلاق بأن انتفاض أهالي البصرة يأتي بكونهم «يعانون من ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي وشح المياه»، لكنه قال في الوقت عيّنه «لماذا هذا التوقيت بالذات؟».

وأضاف قائلاً: «هناك من يحاول استغلال هذه الفترة، إضافة إلى العوامل الطبيعية التي دفعت الناس للتظاهر. القضية ليست عفوية فقط، بل إن هناك من خطط وحرك وأغرق وسائل التواصل الاجتماعي بالهاشتاغات في تويتر وفيسبوك، ويحرض ويهيئ منذ أشهر لهذه اللحظة»، مشيراً إلى إن «هذه الأيادي جزء منها خارج الحدود، تسعى لتحويل العراق إلى ركام، كما أرسلوا الإرهابيين والأموال ودعموا التنظيم. هذا التخطيط موجود وآثاره واضحة من خلال الشعارات التي تردد والتي لا تليق بالذوق العراقي، من سب وشتم للمقدسات والشخصيات المقدسة والرموز الدينية والسياسية».

وفيما أعرب العلاق عن استغرابه من «الهجوم على مقرات حزبية، ممن شارك منتسبوها في الحرب ضد الإرهاب وقدموا شهداء»، أكد إن «من أطلق النار من حمايات بعض المقرات سيتم كشفهم ومحاسبتهم من خلال التحقيقات الجارية».

وتابع: «نحن في حزب الدعوة الإسلامية تعرضت مقارنا في عدد من المحافظات إلى اعتداءات، وسجلنا دعاوى قضائية بهذا الشأن لدى الجهات المختصة وننتظر النتائج».

وعن السبب الآخر الذي يقف وراء انطلاق التظاهرات، نوه العلاق إلى «وجود سياسيين في داخل العراق لا يريدون للتحالفات السياسية أن تمضي بشكل طبيعي ومنطقي، ويسعون إلى فرض اتجاهات معينة على سير التحالفات. يريدون إضعاف دور العبادي».

وأضاف قائلاً: «هذه الجهات تريد عرقلة المسيرة السياسية وسير المفاوضات والتحالفات، وتعتقد إن هذه العرقلة تحقق لها مكاسب أكبر ووسيلة ضغط في العملية التفاوضية، وتعطيها قدرة تفاوضية أقوى. لكن هذه الشخصيات غير واعية، بكونها حركت الشارع، فيما إجراءات الحكومة لاستيعاب موجة الاحتجاجات أتت لصالحها».

وختم العلاق حديثه بالقول: «العبادي متفاعل الآن يوميا مع المتظاهرين ومطالبهم، وحل مسألة مطار النجف، وخصص أموالا لمحافظة البصرة فضلاً عن لقاءاته اليومية مع وفود المحافظات والاستجابة السريعة لمطالبهم».

علق هنا