بغداد- العراق اليوم: لو اتيت قبل عقدين وتحدثت عن مغادرة منتخب السامپا من دور الثمانية في بطولةِ كأس العالم لاضحكت الجميع، رياضيين وغيرهم ولقالوا عنك مجرد موهوم لا تفقه في الف باء اللعبة شيئًا، مهما كانت خبرتك الكروية وسعة اطلاعك، لكن هذا يحدث في الفية العالم الثالثة، انها الفية سقوط الكبار في المجالات والحقول، انه مونديال الجنون الكروي، مونديال اللا معقول في بلد استوطنته المعقولات كلها، لكن لا عاصم من غدر المستديرة الساحرة، التي اطاحت بالماكينة الالمانية مبكراً تحت وطأة فرق لا يمكن ان يصدق الخيال انها ستنافس في حقل الكبار، لكن الكرة لها احكامها، وسريعاً غادرت اسپانيا والبرتغال وارجنتين ميسي الكبير ، وقبل ذلك ظل المنتخب الايطالي متحسرًا يرقب عن بعد ما يصنعه مونديال "السوڤيت" القديم بالكبار! بالأمس وعلى عكس التوقعات والآمال العريضة التي بنيت على المنتخب البرازيلي، كانت البلجيك يدكون معاقل السامپا محيلين الرقصة الى " رتم بطيىء" لا يليق الا بموكب جنائزي! " الشياطين الحمر" دمروا امال جمهور عريض، بعدما احتكروا المربع الذهبي للاوربيين فقط، فيما كان تيتي مندهشًا من اداء فريقه الذي لم يستطع اعادة تنظيم نفسه، واللحاق بالمباراة التي اهدر فيها فوزًا كان من الممكن ان يدفع به الى النهائي ليكرر مجدًا فقده منذ مونديال كوريا الجنوبية واليابان في ٢٠٠٢. لم يظهر نيمار الذي عول عليه الكثيرون بمستواه، بل انشغل بحركاته وتمثيلياته التي باتت تشغل الصحافة اكثر من انشغاله بادائه في المستطيل الاخضر. لقد فككت هذه المبارة اليقين الكروي الذي كان يحمله معهم جمهور الصحافيين والمحليين والمدربين، كلما حل مونديال ما كان الكبار حاضرين في نهائياته، لكن جراح البرازيليين تعمقت، مذكرةً اياهم بالموقعة الشهيرة امام المانيا ٢٠١٤ والتي احياها اليوم المتتخب البلجيكي الذي كان من الممكن ان يزيد الطين بلة، لو لا تدخل اللطف ! هي نهاية حزينة لمونديال غريب، وحكاية ستفقد خاتمتها التشويق المطلوب لاكمالها من المتابعين، فيما كانت الصحافة الرياضية البرازيلية اكثر قدرةً من غيرها في التعبير عن حجم الكارثة التي حلت ب السيليساو ، فقد اختصرت صحيفة "لانس" الرياضية البرازيلية خروج منتخب بلادها من الدور ربع النهائي لكأس العالم في كرة القدم أمام بلجيكا (1-2)، وسط انتقادات إعلامية "للعرض المخيب" في الشوط الأول. واختار أهم المواقع الرياضية البرازيلية "غلوبوسبورت" عنوان "يا له من شيطان" للحديث عن خسارة الجمعة أمام المنتخب البلجيكي في قازان، وهو تعبير يعني "يا للأسف" بالبرتغالية، إلا أنه أيضا يحمل إشارة لمنتخب "الشياطين الحمر" البلجيكي الذي حرم البرازيل من سعيها إلى تعزيز رقمها القياسي في عدد الألقاب، والتتويج للمرة السادسة والأولى منذ 2002.
وأضاف الموقع أن "الثلاثي (كيفن) دي بروين، (إدين) هازار و(روميلو) لوكاكو دمر السيليساو في 45 دقيقة"، مذكرا بأنها المرة الأولى في عهد المدرب تيتي، تستقبل فيها شباك البرازيل أكثر من هدف في مباراة واحدة.
وأعرب المهاجم االبرازيلي الدولي السابق رونالدو صانع اللقب الخامس للبرازيل عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، خلال تعليقه على المباراة لقناة "غلوبو تي في"، عن أسفه كون لاعبي تيتي بدوا عاجزين بعد الهدفين البلجيكيين.
وقال رونالدو الملقب بالـ "فينومينو" (الظاهرة) "في الوقت الذي كنا متخلفين 0-2، كان يجب علينا أن نواصل اللعب كما لو أن شيئا لم يحدث. لقد كانوا يائسين. تحسنوا قليلا بعد الاستراحة، ولكن ذلك لم يكن كافيا".
وبالنسبة للموقع الإلكتروني للصحيفة اليومية "فوليا" في ساو باولو، فإن المنتخب البلجيكي "أوقف" البرازيل. وأشارت إلى أن الخسارة "كان لتكون أقسى وبدأت تشبه نتيجة 1-7، الخسارة المخجلة أمام ألمانيا في الدور نصف النهائي من كأس العالم 2014".
وتابعت "فعل الثلاثي لوكاكو وهازار ودي بروين ما أراده بالدفاع البرازيلي الذي لم تلقت شباكه هدفا واحدا فقط خلال هذا المونديال قبل مباراة اليوم".
من جهتها أعربت صيحفة "استادو دي ساو باولو" عن أسفها "للعرض المخيب" في الشوط الأول.
وعلى رغم خروج ألمانيا حاملة اللقب من الدور الأول لمونديال روسيا 2018، إلا أن الخسارة التي كبدتها للبرازيل على أرضها في 2014 لا تزال حاضرة. وعلق العديد من مستخدمي مواقع التواصل على التشابه بين ألوان العلمين البلجيكي والألماني (الأسود والأحمر والأصفر، مع اختلاف في ترتيبها وشكل العلم بين أفقي وعمودي).
وكتب أحد مستخدمي موقع "تويتر" قائلا "العدو لم يغادر، كان متنكرا". أما في العراق، فقد نسي الناس وطأة الحر، وقسوة الظروف أمام وطأة هزيمة الفريق الذي امتعهم بل وسحرهم بفنونه!
*
اضافة التعليق