لماذا لا يتوقف الخنجر عن اوهامه وأحلامه المريضة، الا يتعظ من تدمير ست محافظات سنية !!

بغداد- العراق اليوم:

يبدو  ان الحلم الفضفاض لهذا الرجل لم ينتهِ بعد، ويبدو ان اوهامه المريضة لن تنتهي ايضاً، حتى بعد ان ساهم بتمويل الحملة " القطرية " التي احرقت ست محافظات سنية في احداث منصات العار الطائفية التي انتجت عصابات وقاذورات داعش، والتي اسماها الخنجر متباهياً بثورة العشائر، فأنهت على يدي (ثورته) الكالحة كل الطمأنينة

والإستقرار، والحياة الكريمة لأبناء المحافظات العراقية السنية، بل أننا نجزم أن خميس الخنجر لايتمتع بأي خيال خصب، حتى وأن كانت احلامه كوابيسًا، أو أضغاث احلام، لا يمكن فهمها او ربطها ببعضها، فضلاً عن أن الرجل يُدار عبر الريمونت كنترول عن بعد، من مموليه ومن ولاة أمره، لاسيما اصحاب المشروع التركي- القطري الخبيث في العراق، الذي يراد منه أن تعاد تركيبة الوضع الهش في عراق ما بعد داعش،  عبر تمكين أدوات المشروع الداعشي بصيغة قانونية هذه المرة، مستغلةً هشاشة الوضع السياسي في البلاد، الذي وصل الى انغلاقات عسيرة، مع تراجع زخم الشارع الشعبي الداعم لمجمل المشهد السياسي المغول بارتكابته الجسيمة، وعقمه عن ولادة حلول ذات جدوى ترضي شارع ساخط، محبط، مقهور ، مليء ومزدحم بالأوجاع والجراحات.

هذه المرة يكتب للمشروع الجديد سيناريو مغاير، أو كما يسميه بعض منظري السياسات في العالم، بسيناريو الاختراق الناعم الفعال من ذات نقطة الخطر المحددة، بمعنى أدق ان المشروع الذي أراد اسقاط المالكي بأي ثمن ومن ورائه اسقاط تجربة ما بعد 2003، يراد منه الآن أن  يستخدم نفسه لكن بعكس اتجاهه السابق الذي كان يقوم على حشد العداء الكامن ضد المالكي علانية، فيما يقتضي السيناريو  الجديد دعم المالكي ومشروعه، وما يمثله عبر اختراقه بمشروع سياسي أخر، يقوده نفس الاشخاص الذين اداروا مشروع سياسات العصيان السني المسلح، والذي انتهى الى كارثة داعش الرهيبة.

بمعنى أوضح أن مشروع الخنجر الذي يتزعمه- والممول خليجيًا-  والذي تفاخر الرجل بأنه ينفق عليه بسخاء لاسيما في ساحات الذل والمهانة والتآمر، يعود هذه المرة من بوابة الأعداء السابقين، ولكن بوجه وقناع  اخر، مستفيدًا من سمسرة البعض الذين يشكلون طابوراً خامساً في العملية السياسية، حيث سيجري عبرهم اختراق العملية بنجاعة وفعالية اكثر.

فالمعلومات التي لدينا تشير  الى سعي محموم من السياسي السني الثري والممول من اكثر من دولة خليجية خميس الخنجر الى محاولة التقرب من ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي عبر بوابة تحالف القرار العراقي الذي يرأسه اسامة النجيفي ومن ثم المرور الى قصر السلام، حيث موقع رئاسة الجمهورية حيث الحلم الذي صنعه ممولو الخنجر، وبثوه في صحوته، فتحول الى احلام يقظة!

وبحسب المعلومات المتوفرة ايضاً، فأن الخنجر بدأ بأولى خطوات خطب ود المالكي عبر ايقافه للبرنامج المثير للجدل ستوديو التاسعة الذي يقدمه الزميل أنور الحمداني، وهو عربون بداية لهذا المشروع. ومع استحالة أنطلاء هذه الحيلة، أو اقتناع المالكي وائتلافه بهذه العروض وغيرها، فأن المؤكد أن الخنجر اصطدم هذه المرة بصخرة تحالفه السني (القرار) الذي كشف عن طبيعة (مشروعه العربي) بشكل فاجأ الخنجر نفسه لقوته وشدته، رادً عليه باستحالة تحقيق هذه المطامح مهما كلف الأمر، في ظل اوضاع لا تسمح بتحقيق طموحات واحلام الخنجر، ومن يقف ورائه، فيما أن قراءة متأنية للمشهد ستكشف أن اختلاف اقطاب هذه التحالفات أنما يعكس ايضاً اختلاف وجهات نظر ومعالجات وطموحات كل الجهات الراعية لمكونات هذا التحالف.

حيث لم يكن متوقعاً أن يأتي بيان اسامة النجيفي زعيم القرار بهذه الحدة للرد على ادعاءات الخنجر الذي زعم اختياره لتمثل الشارع السني ولمشروعهم السياسي، مؤكدًا بطلان وكذب هذه الادعاءات، مذكراً  الخنجر بحقيقة وضعه الصغير وحجمه الضئيل داخل الائتلاف السياسي، الذي قال بيان النجيفي أن الخنجر ومشروعه العربي ليسا الا جزءًا من احد عشر مكون سياسي أخر ينضوي تحت التحالف السياسي الذي يقوده اسامة النجيفي- الرجل الذي يحظى بثقة أنقرة، ويمثل جزءاً حيوياً من مصالحها في هذه البلاد.

فيما يكشف بيان النجيفي أيضاً عن عمق أزمة الخنجر الذي انغرس في العراء السياسي وحيدًا، بعد أن فقد بريقه السياسي في ظل تزعزع الثقة بقدرته على النيل من خاصرة العملية السياسية، أو على الأقل أن يحاول أحدهم رفعه على صدرها ولو للزينة فحسب!

وسط تساؤل شعبي عما يريده هذا الرجل من أهل السنة والجماعة الذي ذاقوا بسبب طموحاته المجنونة ومشاريعه الغريبة الكثير من  الويلات والمرار والتشريد والتهجير والذبح على يد الدواعش، وانتهاك الاعراض على يد شذاذ الافاق الذين سماهم الخنجر بثوار العشائر بلا خجل أو تردد، فكيف يريد الآن ان يعود مستغلاً مختلف البوابات ولو كانت على جثث الناس وآلامهم في الانبار وصلاح الدين والموصل وغيرها من محافظات الينة المنكوبة والمقهورة؟

علق هنا