بغداد- العراق اليوم:
رفعت قواتنا امس وتيرة الضغط على عصابات «داعش» بسيطرتها على الجزء الاكبر من الساحل الايسر للموصل وهي تقترب من انجاز تطهيره بالكامل، الى جانب قطع كل خطوط امداداتها من جهة الاراضي السورية، بينما تحرز تقدما واضحا على كل محيط المدينة بما حقق التماس بين القوات المندفعة من جميع المحاور.
تضييق طوق الحصار جاء ذلك على لسان المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول، مؤكدا ان القطعات العسكرية مستمرة بالتقدم بمعركة تحرير الموصل، اذ تمكنت قوات الحشد الشعبي من السيطرة على الطرق الغربية التي تربط المدينة بالأراضي السورية وبذلك اكملت قطع آخر خطوط امدادات «داعش» بعد سيطرة ابطال الحشد الشعبي على مساحات شاسعة ضمن القاطع الغربي، اضافة الى احباطهم امس محاولة يائسة نفذها الدواعش للتقرب من قطعات الحشد المرابطة في قرى الشريعة العليا وعين الحصان القريبة من مطار تلعفر وكبدوهم خسائر فادحة بالارواح والمعدات واستولوا على 8 سيارات وشفل مدرع وفجروا سيارة مفخخة تابعة لهؤلاء الارهابيين. كما اكملت قوات جهاز مكافحة الإرهاب التي تتقدم على محور شرق الساحل الأيسر للموصل، السيطرة على الجزء الاكبر منه بعد تحريره، اذ بلغ عدد الاحياء السكنية المحررة ضمن هذا الساحل لغاية امس الاحد، اكثر من 25 حيا، ولم يبق امامها الا القليل لتطهيره بالكامل من دنس الإرهابيين. تماس محاور التقدم واضاف رسول ان «قوات من الفرقة المدرعة التاسعة واللواء3 من الفرقة الأولى تمكنت من السيطرة على ستة احياء بالمحور الجنوبي الشرقي داخل الساحل الأيسر شملت احياء الانتصار وجديدة المفتي والسلام ويونس السبعاوي وفلسطين وهي مستمرة بتطهير الطرق والمباني فيها»، مبينا ان «قطعات فرقة المشاة 16 تتقدم هي الاخرى على المحور الشمالي للساحل الايسر، وسيطرت على قرية العباسية التي تقع شمالي حي القاهرة، اضافة الى تحريرها امس الاول قرى ابو جربوعة وقرة تبة والدراويش وكوري غريبان ورفع الاعلام العراقية على مبانيها، بما اتاح لها ادامة الاتصال والتماس مع قوات جهاز مكافحة الإرهاب». وأوضح المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، ان قطعات الشرطة الاتحادية المتمركزة في المحور الجنوبي الغربي للموصل، اصبحت الآن على مشارف منطقة البو سيف ومعسكر الغزلاني ومطار الموصل الدولي، الى جانب استمرار قطعاتها بعمليات التفتيش وتطهير المباني والطرق من العبوات الناسفة ضمن هذا القاطع.
الدواعش ينكلون بالموصليين ونتيجة لهزائمها المتتالية واصلت عصابات داعش ارسال العجلات المفخخة والقصف العشوائي بالقذائف على العوائل في الاحياء المحررة ضمن الساحل الايسر شرق الموصل مما تسبب باستشهاد وجرح العشرات من المدنيين، اذ نقلت مراسلة «الصباح» عن النقيب في شرطة نينوى، زياد الشيخ قوله: ان «قواتنا تمكنت امس من تفجير عجلتين مفخختين عن بعد وقبل وصولها الى منازل المواطنين في حيي البكر والاخاء المحررين». واشار الى ان «قواتنا تنتشر بشكل مكثف داخل الاحياء المحررة لمنع دخول المفخخات والانتحاريين الذين ترسلهم تلك العصابات لاستهداف الاهالي فيها». ولفت الشيخ الى ان «جرائم داعش تسببت باستشهاد نحو 25 من النساء والاطفال الرضع واصابة نحو 80 مدنيا اخرين خلال ساعات قليلة من يوم امس جراء القصف الصاروخي على مناطق الزهور والاخاء والبكر والقادسية والتحرير والمحاربين والزهراء والجامعة شرقي الموصل». من جهته، ابلغ العميد ذنون السبعاوي مراسلتنا بان «قواتنا فجرت في عملية مماثلة ثلاث عجلات مفخخة تحت السيطرة في حيي القدس والاربجية قبل وصولها لاماكن سكن المواطنين». ولم تكتف عصابات داعش بهذه الجرائم بل تمادت اكثر في التنكيل بأهالي المناطق التي ما زالت تحت سيطرتها، بحسب ما افاد به مصدر طبي من داخل الموصل، لمراسلة «الصباح»، مبينا ان تلك العصابات الارهابية قطعت مياه الشرب والكهرباء عن الاهالي واحتكرت المواد الغذائية لعناصرها، فيما استثنت المتعاونين معها من هذا الحرمان، مما تسبب في معاناة قاسية للاهالي ووفاة ستة اطفال وامرأة مسنة جراء الجوع والعطش والظروف القاسية والحصار الذي تفرضه عصابات «داعش» على السكان داخل الاحياء التي تخضع لسيطرة ارهابييها في كلا الساحلين الايسر والايمن.
مصادرة مخازن أسلحتهم الا ان الرد العراقي كان قويا، اذ افاد زميلهم في شرطة نينوى النقيب امجد عماد، لمراسلة «الصباح» بان سلاح الطيران قصف منصة صواريخ وقتل خمسة ارهابيين من جنسيات روسية وهولندية خلال قيامهم باطلاق القذائف على المدنيين من منطقة الزراعي التي ما زالت تخضع لسيطرة داعش شرقي الموصل، وطال القصف ايضا مواقع مماثلة للعصابات بالقرب من النجدة النهرية على ضفاف دجلة. وكشف عن ان قوات جهاز مكافحة الارهاب عثرت على مخزن كبير للاسلحة يعود للدواعش في منطقة المشراق شرقي الموصل يضم عشرات قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا وبراميل للمواد المتفجرة والاسلحة الخفيفة. كما عثرت على عشرات العجلات المشابهة للمركبات العسكرية كان الدواعش صنعوها من مادة الخشب ووضعوها في مناطق متفرقة من الموصل بهدف تمويه الطائرات، مبينا ان القوات صادرت جميع هذه الاسلحة والاعتدة وحطمت هذه العجلات المزيفة في عموم المناطق المحررة.
تحرير قرى بالشرقاط وليس ببعيد عن جنوب الموصل، وتحديدا من قضاء الشرقاط، اكد بيان لخلية الاعلام الحربي، ان قطعات عمليات صلاح الدين واللواء 60 حررت امس قريتي الجديدة والناهية الكبيرة ورفعت العلم العراقي فيها بعد تكبيد العدو خسائر بالارواح والمعدات، وهي في تقدم مستمر لتحرير ما تبقى من مناطق الساحل الايسر للقضاء. وعثرت القوات المتقدمة على عشرات المصاحف الملغومة في قرية كنعوص المحررة ضمن هذا القاطع عمدت عصابات داعش المهزومة على قص صفحاتها الداخلية وتلغيمها ووضعها الى الأرض في الشوارع وامام المنازل، وهي ليست المرة الأولى التي يتم فيها العثور على مصاحف ملغومة فقد تكررت هذه الظاهرة في اكثر من منطقة.