بغداد- العراق اليوم: قالت مصادر مطلعة ان تقدمًا حدث في مسار المشورات لتشكيل التحالف الأكبر تحت قبة البرلمان ، لتولي مهمة تشكيل الحكومة العراقية المقبلة بعد الانتخابات الأخيرة، وانتهت الانتخابات البرلمانية في العراق يوم السبت الماضي بتقدم تحالف سائرون الذي يتزعمه رجل الدين مقتدى الصدر . وحسب معلومات متداولة فإن تفاهمات متقدمة جداً جرت بين السيد مقتدى الصدر ورئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي الذي تزعم تحالف انتخابي باسم “النصر”، وحسب المعلومات فإن السيد الصدر اشترط على العبادي تقديم استقالته من حزب الدعوة، للمضي قدما في دعم ترشيحه لولاية ثانية ، وتقول قيادات التيار الصدري أن هناك أرضية مشتركة مع السيد العبادي لبناء تحالف نيابي يفضي إلى تشكيل حكومة تكنوقراط دعا إليها في وقت سابق السيد مقتدى الصدر، وكان السيد العبادي اول المهنئين للسيد مقتدى الصدر بتصدره نتائج الانتخابات. ولا يتمتع السيد الصدر بعلاقات جيدة مع كل من الخصمين في العراق الولايات المتحدة وإيران . إلا أن تولي حيدر العبادي رئاسة الوزراء لأربع سنوات أخرى يبدو خيار الولايات المتحدة الأفضل ، إذ عملت الولايات المتحدة جاهدة لإقصاء رئيس الوزراء السابق نوري المالكي عن الحكم في عام 2014 ،وأيدت السيد العبادي ووافقت بعد تنحي المالكي على تقديم المساعدة للعراق في حربه على تنظيم داعش. لا يكفي بطبيعة الحال تحالف الكتلتين “سائرون والنصر” لتشكيل الحكومة ، ولهذا نرى الأنظار في العراق اليوم مشدودة نحو الزيارة التي قام بها رئيس تيار”الحكمة” عمار الحكيم إلى النجف للقاء السيد الصدر . حيث تقول الأنباء الواردة من هناك ان الاجتماع بين الرجلين انتهى الى تفاهمات أولية، وإذا ما كان اللقاء إيجابيا فهذا يعني أن الحكيم سيكون الضلع الثالث في معادلة التحالف لتشكيل الحكومة. ودخوله في التحالف أمر يحرص عليه الحكيم لضمان المكاسب التي نالها في حكومة العبادي الحالية، لاسيما وزارة النفط ووزارة النقل التي استثمرهما الحكيم استثماراً كبيراً لمصلحته ومصلحة تياره . لهذا يتودد السيد عمار للصدر والعبادي . وحسب تفسير الدستور العراقي، فإن الكتلة الفائزة في الانتخابات ليست الكتلة التي تكلف بتشكيل الحكومة تلقائيا ، إنما تخضع الكتل لعملية بناء تحالفات ، ومن يحصل على التحالف الأكبر في عدد المقاعد ، يكلف بتشكيل الحكومة.
ومن الجدير بالذكر ان مصدراً مقرباً من التيار الصدري ذكر ان عمار الحكيم طلب من مقتدى الصدر في هذا اللقاء ان يكون مفاوضاً وحيداً عن سائرون مع بقية الكتل وهو الامر الذي رفضه مقتدى الصدر رفضاً قاطعاً، وابلغه ان بابه مفتوح للجميع ولايرغب ان يتحدث احد نيايبة عنه .
*
اضافة التعليق