بغداد- العراق اليوم:
علق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، على عملية قام بها جهاز المخابرات الوطني العراقي، نتج عنها الإطاحة بخمسة من أبرز وأخطر قادة تنظيم داعش، بعد استدراجهم من سوريا، الامر الذي شكل صدمة في صفوف المتابعين للتنظيم. وقد كتب ترامب تغريدة على صفحته في موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي" لقد تم القبض على أبرز 5 مطلوبين من قادة تنظيم داعش". وذكرت صحيفة "القدس العربي" في تقرير لها، ان "إعلان الرئيس الاميركي عبر (تويتر) عن اعتقال خمسة من أبرز قيادات تنظيم داعش، زاد من أهمية الانجاز الذي أعلنت عنه السلطات العراقية مساء اليوم الخميس، ونشرت مقاطع فيديو تظهر ثلاثة من أبرز قيادات التنظيم في سوريا، وهم يدلون باعترافات تلفزيونية بثث عبر وسائل الإعلام". وأكدت الصحيفة، ان "ظهور القيادات الثلاثة، ونبأ اعتقالهم، شكل صدمة في صفوف المتابعين للتنظيم، فاثنان منهما يعتبران من أشهر الوجوه في دير الزور واعتمد عليهم التنظيم في تمدده، وفي أهم معارك التوسع بالمناطق العشائرية، وهما الشعيطي وصدام الجمل". وأضافت الصحيفة، ان "التساؤل الذي ظهر هو كيف تم اعتقال اثنين من أبرز القيادات في سوريا؟"، لافتة الى انه "ومع تشكيك بعض المطلعين على روايات السلطات العراقية، التي أعلنت عبر مسؤولين في جهاز المخبارات الوطني، أن اعتقالهما تم بعملية استدراج دقيقة عبر الحدود. وقد تداول بعضهم هنا فرضيتين، غير الفرضية العراقية: الأولى هي أن تركيا اعتقلتهم مع القيادي الذي أُعلن عنه قبل أيام، ابو زيد العراقي العيثاوي، لكن هذه الفرضية تتجاهل أن اثنين من أبرز المعتقلين يحملان الجنسية السورية، ولا يمكن للحكومة التركية تسليمهما للعراق، أما الفرضية الثانية فقد تحدثت عن عملية إنزال أمريكية قبل نحو شهرين، نفذتها قوات التحالف في بلدة "الشعفة" بريف دير الزور، التي لا تزال لليوم من المعاقل القليلة الباقية بيد التنظيم". وتابعت، ان "العملية وقعت في (حي الكشمة)، وأعلن حينها عن اعتقال عدد من قيادات التنظيم، ولكن ما تسرب عبر مصدر مطلع على أوضاع التنظيم في ريف دير الزور، يشير الى ان رواية المسؤولين الاستخباريين العراقيين، التي أكدتها صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية هي الصحيحة، فقد نقل المصدر وهو من السكان المحليين في ريف الزور، أن الكثير من عناصر وقيادات التنظيم في البلدات المحاصرة "بالباغوز وهجين والشغفة" يتحدثون عن (كمين) و (خدعة) نصبتها لهم المخابرات العراقية، فوقعت فيها قيادات داعش، عبر استدراجهم من قبل القيادي المعتقل لدى العراق، العضو في اللجنة المفوضة، أبو زيد العيثاوي". وأشار تقرير الصحيفة، الى ان "هذه الرواية تتطابق مع تفاصيل ما نشرته الصحيفة الأميركية عن ان محققي الاستخبارات العراقية والأمريكية قد تتبعوا في ما سبق العراقي أبا زيد، وأبلغوا الجانب التركي بتواجده في مدينة (سكاريا) مع زوجته السورية، ليتم اعتقاله وتسليمه للعراق، وبعد تسلم أبو زيد، قاموا باستجوابه على مدى عدة أسابيع ليحصل منه المحققون العراقيون على معلومات مهمة جداً عن مواقع تواجد قيادات التنظيم في ريف دير الزور، وهكذا تمت عملية الاستهداف في منطقة هجين واسفرت عن مقتل عدد من القادة منتصف نيسان المنصرم"، مضيفة ان "الفخ الأهم الذي نصب لقيادات التنظيم، كان من خلال قيام العيثاوي بالاتصال برفاقه، دون معرفتهم باعتقاله، ومن ثم استدراجهم للجانب العراقي لتتمكن من اعتقال القيادات، ومن ضمنهم أيضا اضافة للشعيطي والجمل، عصام الزوبعي ومحمد حسين حضر، وعمر الكربولي". علماً ان الشعيطي والجمل هما من فصائل الجيش الحر وقد انتقلا إلى تنظيم داعش. وقالت الصحيفة في تقريرها، ان "ابو سيف الشعيطي واسمه الحقيقي، محمد حسين الديري، من ابناء بلدة الكشكية، انضم للفصائل المعارضة ضد النظام منذ بداية الثورة السورية ومنها لواء ابو جعفر الطيار ولواء أحفاد الرسول مع صدام الجمل، واسسا لواء الأمة، وذهب معه للقصير في محاولة لمساندة فصائل المعارضة التي تعرضت لهجوم النظام، وكان التحاقه بتنظيم الدولة مفاجئاً، لأنه من ضمن المطلوبين على قوائم التنظيم، وبعد التحاقه بالتنظيم، شارك بقوة في عمليات السيطرة على الميادين والعشارة وقرى عشيرته الشعيطات مع القياديين الاخرين في التنظيم كجعفر الخليفة ومحمو المطر وعامر الرفدان". وأضافت، ان "صدام الجمل، كان نائبا لرئاسة أركان الجيش الحر في المنطقة الشرقية، وهو ينتمي لبلدة البوكمال على الحدود العراقية السورية، وانخرط في عدة فصائل مثل (لواء الله أكبر) و(لواء احفاد الرسول) بقيادة الضابط المنشق ماهر النعيمي، وتولى الجمل قيادة تجمع (ألوية احفاد الرسول) في المنطقة الشرقية لفترة من الزمن، قبل أن يدخل في نزاعات مع جبهة النصرة التي كانت تعتمد على بلدة الشحيل وأبناءها ، مما ولد نزاعات عشائرية دفعه وغيره من قيادات الفصائل في دير الزور للانضمام لتنظيم الدولة". وكانت السلطات العراقية، أكدت يوم الأربعاء، إلقاء القبض على خمسة من أهم قادة تنظيم "داعش" بعدما نجحت المخابرات العراقية في استدراجهم من سوريا، وهم (صدام الجمل، محمد القدير، إسماعيل العيساوي، عمر الكربولي، وعصام الزوبعي). وهكذا ينتقل جهاز المخابرات الوطني العراقي من العمل العمودي الضيق الى العمل الأفقي المفنوح لمطاردة قيادات وعناصر الإرهاب التي تسبب للعراق والعراقيين الأذى والدمار، وبهذا النجاح الذي تحدث عنه ترامب مضطراً، وأشادت به الصحافة الامريكية بشكل عام وجريدة" نيويورك تايمز" بشكل خاص، يصبح جهاز المخابرات العراقي الفتي دريئة وحامياً، بل ويداً قوية خبيرة يرد بها الأذى عن شعبنا الذي أدماه واوجعه الارهاب الاسود.
*
اضافة التعليق