بغداد- العراق اليوم: رأى الخبير العسكري البارز الفريق الركن المتقاعد وفيق السامرائي، أن السعودية فقدت تزعمها للمنطقة برمتها منذ أن غادرها الامام علي بن أبي طالب متوجها الى الكوفة في (محافظة النجف، جنوبي العراق)، فيما أشار الى أن مخططات الرياض وواشنطن، ستدفع طهران الى استنفار قواها في العراق. وذكر السامرائي عبر صفحته في فيسبوك، أن "الخطأ الاستراتيجي الحاسم الذي قلب آمال العراقيين بإسقاط صدام، وحول العراق إلى ساحة تصادم مدمر مع الإرهاب كان تلويح الادارة الأميركية بالاستدارة الى طهران ودمشق قبل أن تتوقف محركات دبابات قواتها، فذلك التلويح دفع الدولتين الى اتخاذ ما تريان من خطوات لارباك المخطط الأميركي الذي استهان بقدرات الآخرين، وهو الطريق الذي أدى بصدام الى السقوط ودمار العراق". وأضاف، أنه "شيء غريب أن تتصرف ادارات أميركية بتهور في معالجة أزمات العالم ويزداد تصرفها تهوراً إذا ما انساقت بلا ترو وراء البترودولار من دون تحسب لأمن العالم". ولفت إلى أن "النظام السعودي يشعر بخطر وجودي، ويرى أن ألد اعدائه إيران ويعمل على اسقاط النظام فيها حتى لو تسبب الهدف في حروب أهلية مدمرة وتفكيك إيران، وهو هدف لن يتحقق". وأشار إلى أن "الحروب داخل إيران وتقسيمها سيعرضان وحدة وأمن العراق وتركيا وسوريا ولبنان الى خطر كبير جدا وسيؤديان الى موجات نزوح كبيرة تهدد أمن أوروبا والعالم وتهديد امدادات الطاقة". ونوه إلى أن "الحلم السعودي بقيادة المنطقة هذيان صرف؛ لأنهم فقدوا القيادة كليا منذ ترك الإمام علي أرض الحجاز وأقام في الكوفة قبل أكثر من 1400 سنة، وهذه قصة ربانية". وقال السامرائي، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "لن يشن حربا مباشرة (واسعة) على إيران، لأن أوروبا لن تقف معه ومجلس الأمن لن يدعم حربا كهذه، بل سيعتمد خطابا متشددا والعودة الى عقوبات قد تكون أكثر تأثيرا في بعض المجالات مما مضى وقد يلجأ الى ضربات صاروخية محدودة". وتابع، أن "من مصلحة العالم وجود توازن نسبي على ضفتي الخليج وترك السعودية وإيران تعالجان المشاكل بينهما دون انحياز عسكري مهم". ومضى بالقول، إنه "في فترة ما بعد الحروب، صدام حسين، رئيس النظام السابق) لم يكن أكثر سوءاً من النظام السعودي الحالي الذي يشكل خطرا كبيرا على وحدة وأمن ومستقبل العراق ودول عربية وإقليمية تحت مظلة هوس الزعامة"، مشيراً إلى أن "مخططات ترامب والسعودية ستدفع إيران إلى استنفار نفوذها في العراق الذي يراد له أن يكون بوابة التدخل السعودي في إيران، واذا ما تمادت السعودية كثيرا فسينعكس الضرر على العراق، والعراق أولا بعيدا عن الشعارات القومچية الفاضية وغيرها".
*
اضافة التعليق