بغداد- العراق اليوم:
رئيس قائمة تحالف الفتح في واسط، المرشح الابرز ، والأقوى، والأكثر حضوراً من بين 180 مرشحًا في واسط، قاسم الاعرجي الوزير الأهم تقريباً في الكابينة الحكومية، والممسك بزمام البلاد الأمنية بقوة، والقريب على كل المشهد الانتخابي بصفته مسؤولاً عن توفير الأمن لسير عملية انتخابية يفترض ان يشارك فيها اكثر من 24 مليون عراقي، في اكثر من سبعة الاف مركز اقتراع تقريبًا، لسبعة الاف مرشح، أنها أكبر تغطية أمنية يشهدها العراق منذ اربعة أعوام، لذا لا تغمض للأعرجي وفريقه المثابر جفون، فهم الذين يواصلون الليل بالنهار، من أجل تأمين سير العملية الإنتخابية، التي من المتوقع ان تغير صورة المشهد السياسي المتمسمرة منذ 2003، فهذا الاستحقاق الوطني الأهم بعد أن حقق العراقيون النصر على الدواعش، بما ظهر منهم وما بطن. لقد نسي الأعرجي، أو بالأحر ى تناسى ذاته، في لجة العمل الأمني الإنتخابي الذي يمسك ملفه بنفسه، نسي أنه مرشح حاله حال المرشحين الآخرين، حيث يجب عليه ان يتفرغ لحملته الدعائية ويجوب محافظته واسط بحثًا عن صوت هنا وهناك، لكن الرجل المسؤول لم يظهر قط بأي نشاط دعائي، وبدا أنه يتناسى عمدًا هذا، لا تكبرًا على أهله وناسه، لكنهُ بعد عن ممارسة حقه الدعائي بدافع الحرص على أداء الأمانة، فهو من أولئك الذين يقول عنهم القول: "جسدهم منهم في تعب، والناس منهم في راحة"، نعم هو من طراز خاص من المسؤولين الذين يضعون همهم الشخصي خلف هموم الوطن ويضعون طموحاتهم خلف طموحات ابناء شعبهم، لكن الاعرجي يراهن على أن عين الإنصاف الشعبية هي من ستثمن هذا الدور، وتضع بحسبانها حين تختار من صان الأمانة، ومن دافع عن حقوق الجميع بلا تمييز ولا تفرقة، تحت أي بند أو مسمى . الاعرجي الوزير العراقي الصميمي يعرف أن الدعاية الانتخابية ولربما الجولات المكوكية قد تكسبه ربحًا انتخابيًا بسيطًا، لكنه يعرف أن ثمن ذلك سيكلف الوطن غاليًا، فهل نسي العراقيون ألم انتخابات 2014 حين ترك المسؤولون الأمنيون مواقعهم وانتشروا بحثًا عن أصوات ناخبيهم، فأستغلت القوى الظلامية للأسف هذا الخلل، وحدث ما حدث في حزيران الأسود آنذاك. ومن اجل ان لا يتكرر هذا المشهد المؤلم، أعرض الاعرجي عن حقه كمرشح لصالح واجبه كمسؤول عن دماء وأرواح الناس متحملاً بشرف مسؤولية وطنية واخلاقية وشرعية، لكنه في المقابل يعي أن ابناء شعبه يقدرون هذا ويضعونه في حسبانهم وهم يدلون بأصواتهم في صناديق الاقتراع، فالنزيه الوطني الذي اثبتت الأيام صدقه وصدق رسالته الوطنية، سيكافؤه الشعب بأصواته الحرة، ولن يخذله ابدًا. أن تجربة الأعرجي اليوم، تستحق الاشادة، وتضيف لسيرته الجهادية والوطنية اضافةً كبرى، حيث يتحمل الأمانة الوطنية بعزم وبأس، وهي تجربة ينبغي على الجميع أن يضعها منهجاً في سبيل تقديم مصالح الوطن العليا على مصالحه الذاتية. أن وجود شخصيات سياسية تحمل من نكران الذات بهذا الشكل، باعتقادنا هي نقطة البداية في مسيرة الاصلاح الحقيقية والتحول نحو دولة المواطن لا دولة المسؤول وهذا ما يريده الناخب في شرق العراق وغربه، وشماله وجنوبه.
*
اضافة التعليق