لماذا يدفع سليم الجبوري 9 مليون دولار رشوة لسعد البزاز، ولماذا يرتجف السياسيون السنة من سبتايتلات قناة الشرقية؟!

بغداد- العراق اليوم:

صادمة ومحبطة تلك المعلومات التي أدلى بها السياسي والكاتب الصحفي ابراهيم الصميدعي في أحد اللقاءات التلفزيونية، والتي كشف خلالها النقاب عن خفايا الساحة السياسية السنية المثقلة بالفاسدين والمبتزين، وكيفية إدارة الصفقات المشبوهة وبناء الامبراطوريات المالية من قبل حفنة ممن تسيدوا المشهد السياسي السني من جهة، أو اولئك الذين ربتهم مخابرات البعث ليكونوا واجهة لهذا الحزب في الاعلام العراقي.

حيث يكشف الصميدعي عن صفقات بملايين الدولارات جرت بين مختلف الاطراف السنية، للتغطية على ملفات الفساد والسرقات والارتكابات المالية الخطيرة، كان أخرها قيام رئيس السلطة التشريعية العليا في البلاد "الأخوانجي" سليم الجبوري بدفع أتاوة أو رشوة لمالك قناة الشرقية المشبوه والسمسار الدولي كما يصفه حسن العلوي، (سعد البزاز) مقابل ضمان انحياز هذه المحطة لجانبه، وتغاضيها عن سرقاته المليارية بالاشتراك مع" اللص" الدولي مثنى عبد الصمد السامرائي، الأمي والدعي الذي حولته الفوضى اللا خلاقة الى ملياردير  بعدما استولى على عقود وزارة التربية التي يديرها الوزير الفاشل "الأخوانجي" الأخر محمد اقبال الصيدلي.

ويقينا ان معلومات الصميدعي ليست هي الوحيدة، ولن تكون الأخيرة بكل تأكيد، ففساد هذه الساحة يكاد يكون القاسم المشترك الأكبر بين جميع فئات المشهد السياسي هناك، الا أن ما يؤسف له تحول " عراب" صغير وقزم من أقزام البعث وايتامه كسعد البزاز، الذي عرف بخدماته الصحفية وما بعد الصحفية الى نجل صدام الكسيح عدي ابان توليه مناصب ادارة المؤسسات الاعلامية والثقافية في البلاد !

حيث عاد هذا البزاز بعدما اشرفت المخابرات الاماراتية على تأهيله مرةً أخرى، ودفعت له ثمن اطلاق قناته المشبوهة المسماة الشرقية، وهي كلمة مشتقة من شعار حرب صدام ضد أيران، حيث اطلق على صدام بـ ( حارس البوابة الشرقية) ليستعيد البزاز تسمية الشرقية، ويكون بموجب عقده مع تلك المخابرات حارساً ضد التدخلات الايرانية المزعومة، ونافذة امارتية تطل عبرها على الشعب العراقي لزيادة الكراهية والاحتقان بين الشعبين المسلمين الجارين.!

فتصوروا مثل هذه القناة، ومثل هذا الرجل الذي مد علاقات متشعبة قبل ذلك بسنين، بمعظم رجال المعارضة العراقية، حينما كلفته المخابرات الصدامية بادارة سلسلة من الاتصالات بداعي تحوله الى معارض، كما مد اتصالات مشبوهة وخطيرة مع المخابرات السعودية التي مولت هي الأخرى عن طريق اياد علاوي بعض مشاريعه الصحفية والاعلامية.

ويبدو أن البزاز، محترف جدًا في العمل المخابراتي والتجسسي، ولذا بات خلال اعوام معدودة أحد أهم مصادر المعلومات الأمنية والخاصة عن مصادر الفساد واموال البلاد التي تنهب من اقطاب الساحة السنية الذين فرضتهم المحاصصة الطائفية المقيتة ممثلين عن اهل السنة في البلاد، والذين يلاقون الويلات جراء تسيد هولاء المشهد، ولذا فأن السرقات الكبرى التي يتحدث عنها الجميع تكاد تكون محصورة في هذه الزعامات، مع غض نظر وتواطؤ واضح من قبل الشركاء الشيعة والاكراد للأسف، ولكل منهم سببه اللا مشروع بطبيعة الحال.

أن وصول الأمر الى أن تشارك محطة فضائية مثل الشرقية بادارة عمليات الفساد والسرقة والسمسرة لأموال العراق المنهوبة، لهو أمر خطير، يجب عدم السكوت عنه، لاسيما وأن العملية الآن ترتبط بمسارين يدينهما القانون، الاول يتعلق بعلميات ابتزاز صريحة تديرها هذه المحطة، وهي وفقاً للقانون مسجلة كشركة في وزارة التجارة العراقية، وتمنح شخصية قانونية معنوية، ويطالها قانون العقوبات العراقي النافذ 111 لعام 1969 المعدل، وهي تحت طائلته ومن يعمل فيها مديراً او تنفيذيًا أو محاسباً مالياً. وكذلك فأن القناة مدانة حيث أنها تمارس عمليات التضليل واخفاء ملامح الجرائم المالية، بل والتغطية على المجرمين الحقيقيين، وهذه جريمة أخرى تصل عقوبتها حسب القانون الى ذات الفعل الذي قامت باخفاء ملامحه، او ضللت العدالة عنه.

أن ما تقوم به هذه القناة وصاحبها، هو عملية ابتزاز واضحة وصريحة، وللأسف فأن ما ذكره الصميدعي عن قيام سليم الجبوري بدفع تسعة ملايين دولار امريكي للقناة مقابل سكوتها عنه في الانتخابات وشريكه مثنى عبد الصمد السامرائي، لهو كارثة يجب أن تبادر هيئة النزاهة وديوان الرقابة المالية وكل الجهات ذات العلاقة بفتح التحقيق فيه، لاسيما مع توافر معلومات أخرى تشير الى قيام رئيس لجنة النزاهة البرلمانية المدعو طلال الزوبعي بدفع مبلغ مليون ونصف المليون دولار امريكي الى ذات المحطة ومالكها للتغطية على ملفات بحوزته عن عمل اللجنة وطريقة اداراتها لملفات الفساد التي باتت أكثر من ان تحصر في عدد، أو ان تكتب في مقالة قصيرة كهذه.

 أن التجربة السابقة وما تلاها وما يتواصل الان يشير بوضوح للمتابع أن الفساد الاعلامي الذي تمارسه الشرقية وشبيهات لها  لا يقل خطورةً وضراوةً عن الفساد نفسه الذي يقوم به حيتان فاسدون يمارسون السمسرة والسرقة والنهب من المال العام، بلا ضمير أو وازع قانوني، وسط عجز السلطات ذات العلاقة عن مجرد فضحهم أو الكشف عن اسمائهم للرأي العام، ولكن وكما يشير المثل العراقي الشهير " ما يكده أبو جزمه، يأكله ابو كلاش" ينطبق على هولاء الفاسدين "السنة" الذين وقعوا في شباك البزاز الذي لم يفتأ يمارس كل انواع الابتزاز من اجل مشاركتهم اللقمة الحرام المنهوبة من افواه الجياع والنازحين والمهجرين وضحايا داعش الاجرامي.

علق هنا