تحالف الفتح ...الرقم الأصعب في المعادلة السياسية القادمة.. ومن يرضى به الفتح ينال رئاسة الحكومة

بغداد- العراق اليوم:

على بعد يومِ واحد فقط من انطلاق الحملات الدعائية للمرشحين في البلاد، وصفت مراكز دراسات ومراقبين المشهد الانتخابي القوائم المتنافسة بأنها شهدت تغييراً نوعيًا وكمياً، مؤكدة أن التنافس السياسي يخلو من الاستقطاب الطائفي، فيما تركز القوائم على مفهوم التجديد في الدماء عبر اختيار وجوه جديدة لم يسبق لها وأن خاضت التنافس الانتخابي. في الوقت ذاته تصف هذه المراكز والمراقبين تحالف الفتح الذي يرأسه الأمين العام لمنظمة بدر وتنضوي تحته عدد من القوى السياسية و الفصائل المقاومة بأنه سيكون بيضة القبان القادمة، والقوى الترجيحية التي ستستعى كل القوى السياسية بعد 12/5 الى نيل رضاه أو التحالف معه اذا ما نوت تشكيل حكومة في البلاد.

فقد وصف المحلل الاستراتيجي في مركز رؤية للدراسات محمد جاسم الشمري، تحالف الفتح بأنه " تكتل سياسي غير تقليدي"، وسيشكل حضوره السياسي تغييراً هامًا في العمل السياسي العراقي برمته، لاسيما وأنه يتمتع بثقل شعبي غير مسبوق.

وأضاف الشمري في حديث لـ ( العراق اليوم)، أن " التحالف سيأخذ دور القوى الكردية التي كانت قوى مرجحة ومؤثرة في تشكيل أي حكومة، كونها كانت في السابق كتلة متراصة ظاهراً، ومتفقة على هدف واحد، الا أنها تشظت بعد الاستفتاء الكارثي الذي اجري، فيما سيكون الفتح بقوته وحضوره القوي ذات نهج وطني، لن يمارس قطعاً ابتزاز القوى الكردية سابقُا، بل سيدفع الى تشكيل حكومة وطنية جامعة ذات مقبولية واسعة بالداخل والخارج".

ويضم تحالف الفتح كل  من كتلة بدر برئاسة هادي العامري، وعصائب أهل الحق برئاسة قيس الخزعلي، والمجلس الاعلى، وتجمع العدالة والوحدة برئاسة عامر الفايز، وتجمع عراق المستقبل برئاسة ابراهيم بحر العلوم، وحركة الوفاء والتغيير برئاسة اسكندر وتوت، بالاضافة الى العديد من فصائل الحشد الشعبي.

في هذا الوقت رأت الباحثة في الشؤون السياسية رغد حليم الحلفي في حديث لـ ( العراق اليوم) أن " الاستبيانات الأولية، والمؤشرات التي توفرت لدينا تشير بوضوح الى ان تحالف الفتح قادم بقوة للمشهد السياسي، وسيكون حضوره الانتخابي مؤثرًا".

وأضافت " ستكون الكتلة التصويتية لهذا التحالف ممتدة من البصرة الى الموصل وكركوك، بمعنى ان التحالف لن يكون محصوراً في محافظات جنوب بغداد، بل سيكون ذا بعد وطني نظراً لسمعة الحشد الشعبي ودوره المعروف في تحرير محافظات غرب العراق، واشراكه لقوى وأبناء هذه العشائر في تحالف السياسي الذي سيكون الرقم الأصعب في المعادلة الانتخابية برمتها".

واشارت الى أن " اغلب الاستطلاعات تشير الى أن الفتح سيكون في المركز الأول في محافظات ( البصرة، ميسان، ذي قار، المثنى النجف، بابل، كربلاء، واسط، الديوانية)، فيما سيحتل مراكز منافسة على هذا الموقع في ديالى وبغداد وسيحقق مراكز جيدة في صلاح الدين والموصل وكركوك".

الى ذلك  قال مواطنون   ان تحالف الفتح سيكون ممثلاً حقيقياً لابناء الشعب العراقي، لما يضم من شخصيات وطنية، يستطيع تطبيق برنامجه على ارض الواقع، ولن يقف عند حد الشعارات فقط، كباقي التحالفات والائتلافات، لكونه حارب عصابات داعش الارهابية وحقق انتصارات كبيرة ساهمت بتحرير البلد، وهذه المعطيات من شأنها ان تؤسس لانجازات سياسية واقتصادية وامنية مستقبلاً.

وكان رئيس تحالف الفتح هادي العامري اعلن في وقت سابق برنامج التحالف، مؤكداً أنه يستهدف القضاء على ثلاثي الشر المشؤوم وتخليص الشعب العراقي منه.

وقال العامري "جئنا متعطرين بتراب السواتر، بعد قيامنا بسحق رأس الإرهاب والطائفية"، مبينا ان تحالف الفتح "لن يترك العراق وحيداً،  وكما وقفنا معه في سواتر الحرب سنكون معه في سواتر العمل".

وأضاف انه "سيتم القضاء على الفاسدين والمفسدين وستكون معركتنا ضد من سرق ثروات العراق، لأننا مشروع العراق المقبل وسنعمل على الاعمار والبناء في عموم البلاد" مشيرا الى ان "برنامجنا الائتلافي الانتخابي، سيكون قابلاً للتنفيذ وسنكون صادقين مع العراقيين".

وتابع العامري، ان "من اولويات برنامجنا اعادة هيبة الدولة واحترام وفرض القانون، كما سنعيد اللحمة الوطنية واللحمة المجتمعية، والنازحين وسنعمل على اعمار  ما دمره الإرهاب، وسنبني بلداً متفاهماً منفتحاً على دول العالم الخارجي"، مؤكداً ان "من أولويات التحالف بناء عراق متطلع لديه علاقات محترمة مع الدول، بالإضافة الى القضاء على مثلث الموت والارهاب والطائفية والفساد".

ووعد رئيس التحالف الفتح "بمعالجة معاناة الشعب العراقي من نقص الخدمات والكهرباء والبطالة ، ودعم الشباب الخريجين وتوفير فرص عمل لهم، بالإضافة الى إعطاء اهتمام خاص لبناء المؤسسة الأمنية، وتحقيق الضمان الاجتماعي والحياة الحرة الكريمة للمواطن"، محذراً من "قطع كل يد تمتد للعبث بأمن العراق وسيادته".

وتضم قائمة التحالف المجاهدين الذين وقفوا بالحرب ضد عصابات داعش الإرهابية وفي مقدمتهم الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، يشار إلى أن قائمة تحالف الفتح أصبحت عابرة للطائفية إذ تضم شخصيات من نينوى وصلاح الدين ومناطق غربي العراق ومن كافة أطياف الشعب العراقي بمذاهبهم وقومياتهم المختلفة. ولعل من المفيد ذكره ان قائمة الفتح تضم اسماء بارزة وشعبية يتوقع لها اكتساح مواقعها الانتخابية  والفوز بنسب وارقام عالية جداً مثل المرشح ( المقاتل) هادي العامري رئيس التحالف، وقاسم الاعرجي وزير الداخلية الذي يحظى بمقبولية عالية بين الاطياف الوطنية المتنوعة  وفي مختلف المحافظات العراقية، فضلاً عن بعض الوجوه والاسماء المعروفة التي يتوقع لها الحصول على اصوات وارقام تؤهلها الدخول الى البرلمان القادم بأريحية مثل الإعلامي، والتلفزيوني المعروف وجيه عباس، ووزير الصناعة والمعادن المستقيل محمد صاحب الدراجي، والنائب ( المقاتل) حسن سالم وغيرهم من شخصيات الفتح المرشحةلخوض الانتخابات القادمة.

علق هنا