ليس بالتسقيط وحده يفوز المرشحون!

بغداد- العراق اليوم:

ان تخفق انت يمكن ان تبرر ذلك، ويمكن ان تقنع الاخر بأسباب اخفاقك، او على الاقل ان تدعه يقبل برحابة او على مضض اخفاقك، لكن ان تتحايل وان تلجأ لأساليب مخادعة وملتوية في سبيل تبرير اخفاقك، وان تذهب الى محاولة وصم الجميع من حولك بعار الفشل والاخفاق، وان تقول ان المطر متساوي، وان لا احد احسن من احد وكلنا مخفقون، فذلك هو الاخفاق والفشل بعينه، وان انطلت هذه الخلطة التعميمية مرةً على الناس، فأنها لن تمر، لا سيما وان المراهنة على الذاكرة السمكية للناخب، لم تعد مربحة في ظل ما وصل اليه الشارع في فرز الطالح من الصالح، وتميز الفاشل عن القاصر، وكلاهما عن الناجح، ولذا فأن لجوء بعض الاحزاب والقوى الى لعبة ابن اوى القديمة، عبر ترديد مقولة ( ضاع ابتر بين البتران)، فأن اللعبة ايضاً باتت مكشوفة، وحتى ابتر هذه الاحزاب ميزته الناس، وعرفت لونه وحيله التي لن تنطلي بعد عليهم، مهما نصبت الفخاخ واستخدمت الميديا الصفراء بقسوة وتكثيف.

مناسبة هذا الحديث، هو لجوء الكثير من القوى السياسية المجربة الى ذات الاسلوب القديم، فبعد ان وجدت ان الناس انفضت من حولها، ولم تعد تصدق بشعاراتها الرنانة الجوفاء، باتت تبحث عن اساليب اخرى منها تسقيط المنافسين، واختلاق الاشاعات والاكاذيب لتدمير صورتهم المعنوية اولًا، ولتبرير فشلها لتبدو الصورة برمتها قاتمة، ولا يوجد احد اجسن من احد.

وبدلًا من ان تكون فرصة انتخابات ٢٠١٨مناسبة للاقلاع عن هذا الاسلوب الرخيص، والشروع في خط مصالحة الشارع الناقم، بدأت هذه القوى بتحويل المناسبة الى سوق للدعاية والاشاعات والتسقيط، وكأن لا مشروع يمكن ان تتكأ عليه هذه القوى سوى الاسلوب الفج في تشويه المنافسين وارباك الشارع وخلط الاوراق.

ولذا لا تجد الان من يطرح برنامجًا سياسيًا اقتصادياًً يخاطب فيه الجمهور الناخب بلغة الوقائع والحقائق والمشاريع والتخطيط العلمي المدروس، نجد هذا البعض يسخر الكثير من الميديا للبحث عن الخصوم المؤثرين واستهدافهم واسقاطهم، وقطع الطريق عليهم عبر اختلاق الاكاذيب والافتراءات، طبعًا يمكن ان نستثني مثلًا قائمة (سائرون) التي ترفع شعارا اصلاحياً، ويطرح عبرها الحزب الشيوعي العراقي برنامجاً سياسياً مقنعاً ذا مصداقية وواقعية، فضلا عن قوى قليلة تحاول طرح برامج عمل حقيقية.

يمكن هنا مثلًا ان نلتقط اشارات على اسلوب التسقيط الواضح في الطرح السياسي، فمثلا نشر موقع تابع لتيار الحكمة اخباراً ملفقة للنيل من وزير الداخلية قاسم الاعرجي، والمجاهد هادي العامري، وافتعال مشادات وتقاطعات بين الرجلين ورئيس الوزراء حيدر العبادي، حيث يدعي الموقع ان العبادي مستاء من اداء الاعرجي وانشغاله الانتخابي ومن العامري وغيرها من التلفيقات والاباطيل، فيما ان الحقيقة غير ذلك وان العبادي والاعرجي يعملان بروح الفريق الواحد وينسجمان في ادارة الملف الامني وفق رؤية حكومية ستراتيجية، ناهيك عن ان الاعرجي والعامري لم ينشغلا بالإنتخابات، با انهما لم يبدأ أي منهما بالحملات الانتخابية بعد ولكن هذه الافتراءات تأتي لاسقاط كلا المنافسين، لاعتقاد (هذه الجهة) انهما يشكلان خطراً على وجودها السياسي، ولذا لجأت الى الفبركة، ومحاولة صناعة احداث لا واقع لها.

هذا الفعل وغيره من الافعال، انما هو جزء من عمل لا اخلاقي يجري تنفيذه من هذه الجهة او غيرها، والسؤال المحير الذي يسأل هنا لهذه الجهات، هل من المنطقي والطبيعي ان تستهلك كل هذه الجهود وتصرف كل هذه الساعات من اجل اسقاط من نعتقدهم منافسين، ولا نستغل وقتنا للتفكير ببرنامج عمل يخدم الناخب ويقنعه بصلاحيتنا ليختارنا، فهل استسهلت هذه القوى اسلوب التسقيط للوصول الى الغاية، وهل هي مقتنعة ان بالتسقيط وحده يفوز المرشحون؟.

علق هنا